للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: [٣٦٨] الدعاء. ورد ذكره في هذه الآية، وقد مرَّ الكلام عليها في سياق الآيات في الأصنام (١)، فراجعه.

وجاء في قوم إبراهيم عليه السلام قوله عليه السلام لهم: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ... } ما ينفي ذلك، أي ينفي سماعها وما معه، كما تقدم (٢). وعليه فكأنهم إنما كانوا يدعون الروحانيين، ولكن الخليل بنى على الصورة الظاهرة من دعائهم عند الأصنام، حتى إذا أجابوا بما هو قصدهم اتبعهم ببيان بطلانه أيضًا، وهكذا حتى ينقطعوا، وكأنهم كانوا يدعون الأصنام تجوُّزًا، إما على حذف مضاف وإما بغيره، فإذا قالوا: (أيها الصنم انفعنا)، أرادوا: يا صاحب الصنم، يريدون الروحاني الذي جعلوه رمزًا له، أو كما يقول الخائف لطفل في المهد: أجرني، يريد أن يسمع ذلك أبوه فيجيره. ومثل هذا يقال في دعاء مشركي العرب للأصنام إن ثبت، والله أعلم.

ومنها: الانحناء لها والسجود. وهذا معروف بين الوثنيين إلى زماننا هذا.

فأما مشركو العرب فلم أجد نقلًا بذلك، بل هناك ما يدلُّ على أنهم لم يكونوا يسجدون للأصنام.

وفي صحيح مسلم عن [٣٦٩] أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو


(١) ص ٢٠٨ [المؤلِّف]. ولم أقف على هذا الدفتر بعدُ، ولكن وجدت مُسوَّدته، انظر: ص ٥١٢ - ٥١٤ مبحث تعظيمهم للأصنام.
(٢) ص ٣٥٤. [المؤلف]. ص ٦٢٢.