للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التماثيل» (١).

أقول: وما ذكره من أنَّ (إل) عندهم اسم الله عزَّ وجلَّ يبيِّنه ما جاء عن سلف الأمَّة أنَّ (إيل) اسم الله عزَّ وجلَّ بالسريانيَّة وهي لغة القوم. وجاء عن ابن عبَّاسٍ أن معناه: الرحمن (٢)، وربَّما يشهد له ما جاء في القرآن حكايةً عن إبراهيم عليه السلام {يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ} [مريم: ٤٥]. وعلى ذلك سُمِّي يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام: إسرائيل، ورُوِي عن ابن عبَّاسٍ وغيره أن معنى إسرائيل: عبد الله (٣)، وفي التوراة والإنجيل الموجودَيْن الآن التصريح بأنَّ (إيل) اسم الله تعالى (٤).

وقد اختلف أهل العلم في قول إبراهيم عليه السلام: {هَذَا رَبِّي}، فعامَّة الخلف يتأوَّلونه على نحو ما مرَّ عن الشهرستانيِّ، والمنقول عن السلف أنه على ظاهره، وقد ذكر ابن جريرٍ قول السلف ثم قال: «وأنكر قومٌ من غير أهل الرواية هذا القول الذي رُوِي عن ابن عبَّاسٍ وعمَّن رُوِي [٤٢١] عنه من أن إبراهيم عليه السلام قال للكوكب أو للقمر: {هَذَا رَبِّي}، وقال آخرون منهم: بل ذلك كان منه في حال طفولته وقبل قيام الحجَّة عليه، وتلك حالٌ لا يكون فيها كفرٌ ولا إيمانٌ، وقال آخرون ... , وفي خبر الله


(١) انظر: تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري ١٠/ ٢٠٨.
(٢) لعلَّه يعني ما أخرجه ابن أبي حاتمٍ (١/ ١٨٢، ح ٩٦٣) ـ بسندٍ صحيحٍ ــ عن ابن عبَّاسٍ، قال: (إنما قول جبريل كقوله: عبد الله وعبد الرحمن). وانظر: زاد المسير ١/ ١١٩، تفسير ابن كثيرٍ ١/ ١٩٠.
(٣) انظر: تفسير الطبريِّ ١/ ٥٩٣.
(٤) انظر: المعجم العبري الإنكليزي للعهد القديم, د/وليم غزينيوس, ص ٤٢.