للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حلف بالأمانة فليس منا» (١).

حقيقة القَسَم

وقع اشتباه في معناه، وارتباك في الجمع بين الأحاديث المتقدمة وإقسامِ الله تبارك وتعالى في كتابه بأشياء من مخلوقاته، كالشمس والقمر والتين والزيتون، وما صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من قوله: «أفلح وأبيه إن صدق» (٢)، وقوله: «وأبيك لتنبأنَّ» (٣)، وجاء عن أبي بكرٍ رضي الله عنه أنه كان يقول للرجل الذي اتُّهِم بالسرقة وكان يقوم الليل: «وأبيك ما ليلك بليل سارقٍ» (٤).

وألَّف الأستاذ حميد الدين الفراهي الهندي رسالة سماها: «الإمعان في أقسام القرآن» أجاد فيها، وسألخِّص هاهنا ما استفدته منها ومن غيرها، وما ظهر لي، فأقول:

أصل المقصود من القسم التوكيد اتفاقًا؛ ولذلك ــ والله أعلم ــ سمي


(١) سنن أبي داود، كتاب الأيمان والنذور، بابٌ في كراهية الحلف بالأمانة، ٢/ ١٠٧، ح ٣٢٥٣ - واللفظ له -. والمستدرك، الموضع السابق، ٤/ ٢٩٨. وصحَّحه النوويُّ في الأذكار ص ٥٢٦. [المؤلف]
(٢) أخرجه مسلمٌ في كتاب الإيمان، باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام، ١/ ٣٢، ح ١١ (٩).
(٣) أخرجه مسلمٌ في كتاب البرِّ والصلة والآداب، باب برِّ الوالدين ... ، ٨/ ٢، ح ٢٥٤٨ (٣).
(٤) أخرجه مالكٌ في الموطَّإ، كتاب الحدود، باب جامع القطع، ٢/ ٣٩٩، ح ٢٤١٨، ط: دار الغرب.