للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأزلام قداح مُعَدَّة للقرعة والاستخارة، ولم يكن من شرطها أن تكون عند الأصنام، فقد جاء أنَّ ... خرج إلى حنين والأزلام معه يستقسم بها، وفي قصة سراقة بن مالك بن جُعْشُم أنه لما خرج يتبع أثر النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حين هاجر كانت الأزلام معه يستقسم بها (١)، ولكن كانوا يرون أنَّ كونها عند الأصنام أنجح كما في قصة امرئ القيس ... للأخذ بثأر أبيه، فاستقسم عند ذي الخَلَصَة فخرج القِدْحُ الذي يفيد النهي عن الخروج فقال:

لو كنت يا ذا الخلصة (٢) الموتورا ... دوني وكان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العُداة زُورا (٣)

وكانوا يقترعون بها عند اختلافهم ويقضون بها، وقد جاء ذلك في قصة عبد المطلب عند نذره ذبح ولده عبد الله (٤)، وكانوا عند القرعة أو الاستخارة بها يدعون آلهتهم أن يرشدوهم إلى الصواب.

ومن الأصنام شجر ينوطون ... , ومنها ... أي حجارة يتحرَّون الذبح عليها ذاكرين أسماء آلهتهم، ولم يتبيَّن لي سبب ذلك عندهم.


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٤٨٩.
(٢) رواية البيت: "الخَلَص" بالترخيم.
(٣) انظر: الأصنام لابن الكلبي ص ٣٥, سيرة ابن هشام ١/ ١٣٠ وملحق ديوان امرئ القيس ٤٦٠.
(٤) انظر: سيرة ابن إسحاق ص ١٠ - ١١, وسيرة ابن هشام ١/ ٢٠٣.