للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[س ١٤٤/أ] اعتقادهم في الشياطين

فأما اعتقاد المشركين في الشياطين فلم أجد لهم اعتقادًا يخالف الحقَّ.

فأما استعاذتهم بالجنِّ الذي أخبر الله تعالى بها في قوله عن مسلمي الجنِّ {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: ٦] فذاك شيء لا يصحُّ أن يكون هو المراد بالآيات الكثيرة في عبادة الشياطين.

نَعَم، كانوا يعتقدون أنَّ ما يوحونه إليهم في شرع الدين حقٌّ، ولكن لم يعلموا أنَّ ذلك من [وحي الشياطين] (١) بل يظنُّونه من رأيهم واجتهادهم.

أعمالهم

وأمَّا أعمالهم فكانوا يطيعونهم فيما يوسوسون [به إليهم] (٢) , والأعمال التي يتخذونها دينًا يتقرَّبون به إلى الله [سبحانه] (٣).

هذا مع أنهم كانوا يجهلون أنهم [يعبدون] (٤) الشياطين، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ ألزمهم ذلك لأنهم كانوا يأخذون دينهم عن غير حجَّة ولا برهان، بل بمجرَّد التخرُّص والتخمين، وذلك من وسوسة الشياطين, [س ١٤٤/ب] فقد ساوَوا اليهود والنصارى في أخذ دينهم عن غير بيِّنة من الله تعالى، وإنما الفرق أنَّ أولئك كانوا يعلمون أنهم يأخذون دينهم عن شرع الأحبار والرهبان، وهؤلاء لا يشعرون بأنهم إنما يأخذون عن شرع الشيطان.


(١) ما بين المعقوفين لم يظهر في الأصل.
(٢) لم تظهر في الأصل.
(٣) لم تظهر في الأصل.
(٤) لم تظهر في الأصل.