للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرقى

قال الإمام أحمد: «ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أخي زينب، عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منَّا على شيء يكرهه. قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيط (١)، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت: خيط أرقي (٢) لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول: «إن الرقى والتمائم والتِّوَلَة شركٌ». قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلانٍ اليهوديِّ يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنما ذلك عمل الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كَفَّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا» (٣).

وأخرجه أبو داود عن محمَّد بن العلاء عن أبي معاوية، فذكره


(١) كذا في الأصل.
(٢) في سنن ابن ماجه (٢/ ١١٦٧، ح ٣٥٣٠) وشرح السنَّة للبغويِّ (١٢/ ١٥٧، ح ٣٢٤٠): «رُقِي» بصيغة المبنيِّ للمجهول، كما ضبطه في مرقاة المفاتيح ٨/ ٣٧١. وانظر رواية ابن أبي شيبة الآتية قريبًا.
(٣) المسند ١/ ٣٨١. [المؤلف]