للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد حَرَّم على النار مَنْ قال: «لا إله إلا الله»، يبتغي بذلك وجه الله» (١).

وأخرج الشافعي وغيره عن عبيد الله بن عَدِي بن الخِيار أنَّ رجلًا سارَّ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فلم نَدْرِ ما سارَّه به حتى جهر النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أليس يشهد ألَّا إله إلا الله؟ »، قال: بلى، ولا شهادة له، قال: «أليس يصلي؟ »، قال: بلى، ولا صلاة له. فقال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أولئك الذين نهاني الله عنهم» (٢).

وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي سعيد الخدري في قصة قَسْمِ النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذُّهَيْبَةَ التي بعث بها عليٌّ عليه السلام من اليمن أنَّ رجلًا قال لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: اتق الله، فذكر الحديث، إلى أن قال: فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ قال: «لا، لعلَّه أن يكون يصلِّي»، قال خالد: وكَم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه! فقال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «إني لم أومر أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس، ولا أشقَّ بطونهم» (٣).


(١) البخاريّ، كتاب التهجُّد، باب صلاة النوافل جماعةً، ٢/ ٦٠، ح ١١٨٦. ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الرخصة في التخلُّف عن الجماعة لعذرٍ، ٢/ ١٢٦، ح ٣٣. [المؤلف]
(٢) الأم، كتاب الحدود وصفة النفي، باب ما يحرم به الدم من الإسلام، ٦/ ١٤٦ - ١٤٧. [المؤلف]
(٣) البخاريّ، كتاب المغازي، باب بعث عليٍّ وخالدٍ إلى اليمن، ٥/ ١٦٤، ح ٤٣٥١. مسلم، كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم، ٣/ ١١١، ح ١٠٦٤ (١٤٤). [المؤلف]