للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أرسطو من المتفلسفة.

الثالثة: أن يكون غلب عليه الهوى والعصبيَّة. وقد تقدَّم الكلام في الهوى، ويأتي له مزيدٌ إن شاء الله تعالى (١).

وقال الآمديُّ: «اختلفوا في جواز التقليد في المسائل الأصوليَّة المتعلِّقة بالاعتقاد في وجود الله تعالى، وما يجوز عليه وما لا يجوز عليه، وما يجب له وما يستحيل عليه. فذهب عُبَيد الله بن الحسن العنبريُّ والحشويَّة والتعليميَّة (٢) إلى جوازه .... وذهب الباقون إلى المنع، وهو المختار؛ لوجوهٍ:

الأول: أن النظر واجبٌ .... ، ودليل وجوبه أنه لما نزل قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: ١٩٠]، الآية، قال عليه السلام: «ويل لمن لاكها بين لَحْيَيه ولم يتفكَّر فيها»». أقول: أخرجه جماعةٌ، منهم ابن حِبَّان في صحيحه (٣). قال (٤): «توعَّد على ترك النظر والتفكُّر فيها، فدلَّ على وجوبه».


(١) انظر: ص ٢٤ فما بعدها، والأصل الثاني في باب أصول ينبغي تقديمها، وص ٩١١ فما بعدها.
(٢) من ألقاب الباطنيَّة الذين يزعمون أنهم أصحاب التعليم والمخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم، وبهذا الاسم اشتهروا في خراسان قديمًا وبالملحدة، كما كانوا يُسمَّون بالعراق: الباطنيَّة والقرامطة والمزدكيَّة. انظر: فضائح الباطنيَّة ١٧، الملل والنحل ١/ ١٩٠.
(٣) انظر: صحيح ابن حبان (الإحسان)، كتاب الرقائق، باب التوبة، ٢/ ٣٨٦، ح ٦٢٠.
(٤) يعني: الآمدي.