للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد قال الصوفية أنفسهم بأن السالك يمر على مرتبة السحر العال (١) يكون صاحبها بحيث لا يريد شيئًا إلا كان في الحال، وأنه إن وقف عليها هلك. ذكره غير واحدٍ، منهم: عبد الكريم الجيليّ (٢) في «الإنسان الكامل»، في الباب السادس والثلاثين (٣)، وفي كتب الغزاليّ نحو ذلك.

ومن الغرائب ما يكون بمساعدة الشياطين، إما لمشاكلة بينهم وبين نفس ذلك الإنسان, كابن صَيَّاد الثابتة قصته في الصحيحين وغيرهما (٤).

وإما بسعي ذلك الإنسان فيما يرضي الشياطين حتى يساعدوه, كما في كُهَّان العرب. وكان في زمن الحجاج رجل يقال له عبد الله بن هلال، ويلقَّبُ «صديق إبليس»؛ كان يعمل الغرائب، وكان يترك صلاة العصر إرضاء لإبليس حتى يساعده (٥).


(١) كذا في الأصل بحذف ياء المنقوص، وفسَّره الجيليّ في الإنسان الكامل (١/ ٧١) بأنه شيءٌ يشبه الكرامات، قال: «لأنه بلا أدويةٍ ولا عملٍ ولا تلفُّظٍ بشيءٍ، بل بمجرَّد قوىً سحريَّةٍ في الإنسان تُجْري الأمور على حسب ما اقتضاه الساحر».
(٢) عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم الجيلي القادري، قطب الدين، صوفي، من تصانيفه الكثيرة: الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل، الإسفار عن رسالة الأنوار فيما يتجلَّى لأهل الذكر من الأنوار لابن عربي، توفي سنة ٨٣٢ هـ. الأعلام ٤/ ٥٠ - ٥١ ومعجم المؤلفين ٥/ ٣١٣.
(٣) ١/ ٧١.
(٤) انظر: البخاريّ، كتاب الجهاد والسير، بابٌ كيف يعرض الإسلام على الصبيّ؟ ٤/ ٧٠ - ٧١، ح ٣٠٥٥. وصحيح مسلمٍ، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صيَّادٍ، ٨/ ١٨٩ - ١٩٤، ح ٢٩٢٤. [المؤلف]
(٥) انظر ترجمته في: لسان الميزان [٣/ ٣٧٢ - ٣٧٤]. [المؤلف]