الاختراع فلا يشاركه فيه غيره، ومَن أثبت فيه شركة فقد أثبت إلهين» (١). وسيأتي ما فيه قريبًا إن شاء الله تعالى.
نعم مَنْ قال من النصارى: إن الله ــ تعالى عما يقولون ــ عبارة عن ثلاثة أقانيم انفصل أحدها حتى حلَّ في جسد عيسى عليه السلام، يلزمه الشرك في وجوب الوجود، ولكنْ لهم خبط شديد لعلَّه يأتي بعضه.
ورأيت في ترجمة الكِنْدِيِّ الفيلسوف [١١٥] أن له رسالة في بيان أن الأمم جميعها موحِّدون، كأنه يريد توحيد وجوب الوجود.
وكتابُ الله تعالى مع شهادته على كثير من الأمم بالشرك ينفي عنهم الشرك في وجوب الوجود.
وسيأتي إن شاء الله تعالى إيضاح ذلك مفصَّلًا في الكلام على شرك قوم نوح وقوم إبراهيم وقوم هود وقوم صالح، والمصريين في عهد إبراهيم، ثم في عهد يوسف، ثم في عهد موسى, حتى إن فرعون نفسه لم يشرك في وجوب الوجود.
وكذلك مشركو العرب الذين بُعِثَ فيهم خاتم الأنبياء ــ عليه وعلى إخوانه من النبيين وآل كلٍّ منهم صلوات الله وسلامه ــ شهد عليهم القرآن باعترافهم بأن الله عزَّ وجلَّ هو الذي يرزقهم من السماء والأرض, والذي يملك السمع والأبصار, والذي يخرج الحي من الميت والذي يخرج الميت من الحي, والذي يدبر الأمر, والذي له السموات والأرض، وأنه رب السموات السبع ورب العرش العظيم، وأنه بيده ملكوت كل شيء وأنه هو