للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الوجه" (١).

وأخرجه الحاكم من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت سعيد بن جبير يحدِّث عن ابن عباس عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فذكره، ثم قال: "حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، إلا (٢) أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عبَّاسٍ".

قال الذهبي في تلخيصه بعد ذكر هذا الحديث: " (خ م)، وعامَّة أصحاب شعبة أوقفوه" (٣).

أقول: الصواب وقفه؛ فإن عليَّ بن زيدٍ ضعَّفه الجمهور، وقال فيه شعبة وغيره: كان رفّاعًا أي يَرْفَعُ ما يَقِفُه غيره. والذي رفعه من الرجلين في رواية الترمذي هو عدي بن ثابت كما بيَّنَتْه روايةُ الحاكم، وقد قال شعبة نفسه [١٦٢] في عدي بن ثابت: كان من الرفَّاعين أي الذين يرفعون الموقوفات غلطًا. وفي عديٍّ هذا كلام كثير غير هذا.

على أن عطاء بن السائب فيه كلام، وقد قال فيه الإمام أحمد: "مَنْ سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومَنْ سمع منه حديثًا لم يكن بشيء، سمع منه قديمًا سفيان وشعبة وسمع منه حديثًا جرير وخالد ... وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها".


(١) المسند ١/ ٢٤٠. [المؤلف]. وجامع الترمذيّ، الموضع السابق، ٥/ ٢٨٧، ح ٣١٠٨.
(٢) كذا، ولعل الصواب: لأن. [المؤلف]
(٣) المستدرك، كتاب التفسير، تفسير سورة يونس، شرح آية: "لهم البشرى ... "، ٢/ ٣٤٠. [المؤلف]