للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تأمنن وإن أمسيت في حرمٍ ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني

فالخير والشر مقرونان في قَرَنٍ ... بكل ذلك يأتيك الجديدان

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أدرك هذا الإسلام" (١) معناه: حتى تلاقي ما يقدره لك المقدِّرُ وهو الله عز وجل". فكأنهم ــ والله أعلم ــ قدَّروا أن المَنَى كالفتى اسم لله عز وجل من باب إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل كما قالوا: رجلٌ عدلٌ، ثم زادوا التاء وسمَّوا به معبودَتهم، كما قالوا: عمرٌو وعمرةٌ، و (عَمْر) في الأصل مصدرٌ.

فإن قيل: فإن صاحب القاموس ذكرها في مادة (م ن و) (٢). قلت: لم أجد ما يدل على ذلك.

فأما قولهم: منويٌّ في النسبة، فقاعدة النسبة: قلب الألف الثالثة واوًا مطلقًا، وإن كانت منقلبة عن (ياء) كقولهم (رحويٌّ) في النسبة إلى رحًى، وأصل هذه الألف ياء بدليل قولهم في التثنية: رَحَيان.


(١) أخرجه البزَّار (كشف الأستار)، ٣/ ٤ - ٥، ح ٢١٠٥. والطبراني ١٩/ ٤٣٢، ح ١٠٤٩. والدولابي في الكنى، (ترجمة أبي مسلمٍ الخزاعي)، ١/ ٢٧٤، ح ٤٨٦. والدينوري في المجالسة ٢/ ٣٨٣ - ٣٨٥، ح ٥٥٧. والبغوي في معجم الصحابة، (ترجمة مسلمٍ الخزاعيِّ المصطلقيِّ)، ٤/ ٣٦٨ - ٣٦٩ ح ٣١٠٤. وأبو نعيمٍ في معرفة الصحابة (كذلك)، ٥/ ٢٤٨٤، ح ٦٠٤٣. وغيرهم. قال الهيثميُّ: "رواه الطبرانيُّ والبزَّار عن يعقوب بن محمَّدٍ الزهريِّ عن شيخٍ مجهولٍ، هو مردودٌ بلا خلافٍ". مجمع الزوائد ٨/ ٢٣٢. وقال الألبانيُّ: "منكرٌ". السلسلة الضعيفة ١٤/ ١٥٢، ح ٦٥٦٨.
(٢) ص ١٣٣٦, ذكرها في (م ن ي) لا (م ن و).