- على {يَقُولَ} بالنظر إلى أن المعنى: ما كان لنبي أن يقول.
- وإما على محذوف بعد قوله:{تَدْرُسُونَ} تقديره: ما كان له أن يقول.
وعلى كلا الوجهين فالمعنى كما نص عليه ابن جرير:"ما كان له أن يقول .... ولا أن يأمركم" فكلمة (لا) صلة لتأكيد معنى النفي، وذلك شائع في الاستعمال، ولا سيما إذا طال الفصل كما هنا.
وقيل: كلمة (لا) أصلية، والمعنى:"ما كان له أن يقول ولا يأمر" أي ما كان له أن يجمع بين القول وعدم الأمر، وهذا بعيد من حيث المعنى؛ إذ يصير النفي فيه منصبًّا على الجمع بين القول وعدم الأمر فيكون مفهومه أن له أن يقول ويأمر، وهو كما ترى.
ويؤيِّد الأول قوله تعالى:{أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فإنه يدلُّ على توجُّه النفي إلى كلٍّ من القول والأمر على حِدته، ويؤيِّده أيضًا الفصل [٣٨٩] بقوله: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} ومثل هذا الفصل لا يحسن بين الأمرين اللَّذَين يُراد توجيه الحكم إلى اجتماعهما، والله أعلم.
وفي الآية احتمالات أُخر ذكرها ابن هشام في المغني في فصل (لا)(١).
والنفي في قوله:{مَا كَانَ لِبَشَرٍ} نفيٌ ــ والله أعلم ــ للإمكان، كما في