للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجلَّ بدعوةٍ إلا آتاه الله إيَّاها، أو كَفَّ عنه من السوء مثلها، ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ» (١).

وأخرج الترمذيُّ من حديث سلمان الفارسيِّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: «إن الله حَيِيٌّ كريمٌ، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردَّهما صِفْرًا خائبتين» (٢). أخرجه الحاكم في المستدرك، وقال: «صحيحٌ على شرط الشيخين»، وأقرَّه الذهبيُّ. وذكر له الحاكم شاهدًا من حديث أنسٍ نحوه (٣).

استثنى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الدعاء بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ؛ لأنَّ الداعي عاصٍ بهذا الدعاء، فلا يستحقُّ الإجابة أصلًا.

ويُلْحَق بذلك ــ والله أعلم ــ مَن ابتدع في دعائه، إمَّا في نفس الدعاء، وإمَّا فيما يتعلَّق به، كأن تحرَّى مكانًا أو زمانًا أو هيئةً يزعم أنَّ ذلك أقرب إلى الإجابة، ولم يثبت ذلك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

وقد أخرج الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عبد الله بن مُغفَّلٍ


(١) مسند أحمد ٥/ ٣٢٩. [المؤلف]. وأخرجه الترمذي, كتاب الدعوات, باب في انتظار الفرج وغير ذلك, ٥/ ٥٥٤ ح ٣٥٧٣ وقال: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».
(٢) جامع الترمذيّ، كتاب الدعوات، باب ١٠٥، ٢/ ٢٧٣، ح ٣٥٥٦. [المؤلف]. قال الترمذي: «حديث حسن غريب, ورواه بعضهم ولم يرفعه». وقد أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الدعاء، ٢/ ٧٩، ح ١٤٨٨. وابن ماجه في كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء، ٢/ ١٢٧١، ح ٣٨٦٥. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان)، ٣/ ١٦٠، ح ٨٧٦.
(٣) المستدرك، كتاب الدعاء، «إن الله حييٌّ كريمٌ ... »، ١/ ٤٩٧.