للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وَكَيف ترى ليلى بِعَين ترى بهَا ... سواهَا وَمَا طهرتها بالمدامع)

(وتلتذ مِنْهَا بِالْحَدِيثِ وَقد جرى ... حَدِيث سواهَا فِي حروق المسامع)

(أَجلك يَا ليلى عَن الْعين إِنَّمَا ... أَرَاك بقلب خاضع لَك خاشع)

(إِذا كَانَ هَذَا الدمع يجْرِي صبَابَة ... على غير ليلى فَهُوَ دمع مضيع)

(دلّ آرامي كه دَاري دلّ درو نبد ... دكر جشم أزهمه عَالم فروند)

وَهل يجوز فِي الْإِسْلَام أَن يعشق أحد خلقا من خلق الله أَو شَيْئا من كائناته سُبْحَانَهُ وَلَا يحب الله الَّذِي خلق هَذِه المعشوقات الفانية المكدرة المشوبة بالآلام المحفوفة بالأسقام وَيتْرك خَالِقهَا ذَا الْجمال الْمُطلق والجلال الْكَامِل وَتَمام الْإِكْرَام أَو رَسُوله الجائي إِلَيْنَا بِهَذَا الْإِيمَان وَالْإِحْسَان وَالْإِسْلَام وَللَّه در إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْله لَا أحب الآفلين وَكَيف يَأْتِي من الْعَاقِل أَن يخْتَار الفاني على الْبَاقِي ويرضى بالدنيء من الفاني وَهل هَذَا إِلَّا كَمَا حكى سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي هَذَا الْمقَام عَن النسْوَة الْمَذْكُورَات {إِنَّا لنراها فِي ضلال} عَن طَرِيق الرشد وَالصَّوَاب {مُبين} وَاضح لَا يلتبس على من نظر فِيهِ حَيْثُ تركت مَا يجب على أَمْثَالهَا من العفاف والستر

{فَلَمَّا سَمِعت} امْرَأَة الْعَزِيز {بمكرهن} أَي بغيبتهن إِيَّاهَا {أرْسلت إلَيْهِنَّ} تدعوهن إِلَيْهَا لتقيم عذرها عِنْدهن ولينظرن إِلَى يُوسُف حَتَّى يقعن فِيمَا وَقعت فِيهِ قيل دعت أَرْبَعِينَ امْرَأَة من أَشْرَاف مدينتها فِيهِنَّ هَؤُلَاءِ اللائي عيرنها

<<  <   >  >>