الفوضى وتوصلها إلى أهدافها السامية ومثلها العليا التي خلقت لأجلها، إلا وهي تغير أساليب ومناهج فني التربية والتعليم وسن قوانين وقواعد وطرائق جديدة وتأليف الكتب اللازمة لها ونشرها في كافة أنحاء العالم لتسير بموجبها مدة كافية من الزمن، علَّ البشرية تصل إلى ما تصبو إليه من الطمأنينة والرفاهية والسعادة، وتحقق ما أخفقت في تحقيقه منذ فجر التاريخ.
وبالفعل فقد شرع في تأسيس الجمعيات الثقافية وعقد المؤتمرات التعليمية الخاصة والعالمية لبث الدعاية لهذا الغرض الأسمى الذي يقضي بأن يتجه التدريس في العالم كافة نحو تأكيد أهمية السلام والتعاون بين الأمم، وإشراك الطلاب وأساتذتهم في دروس تعالج الشؤون العامة، ونشر المقالات والمناهج المتضمنة التعليمات والأساليب في الاتجاهات الدولية الجديدة، وتبادل بعثات الطلاب والأساتذة وتسهيل كافة الطرق واتخاذ جميع الوسائل التي تؤول فائدتها إلى الوصول إلى هذه الغايات الإنسانية ووقاية الأجيال القادمة من توارث الحروب وويلاتها ومصائبها، وقد وجد بالفعل اتجاه جديد للتعليم تبحث أسسه ومناهجه الحديثة الجمعيات الثقافية التربوية وتنشر المقالات الصافية بما تبحثه هذه الجمعيات من المشاكل الأساسية لتنظيم المدارس والمناهج والأساليب الدراسية لما لها من الأهمية العظمى والفائدة المتوخاة في تنظيم
السلم العام في المستقبل، وقد ثبت وتأكد مؤخراً أن المدرسة هي الوسط الملائم الذي يقوم الأستاذ فيه بتعيين وتوجيه العلاقات الإنسانية بين التلاميذ ويضطلع بمسؤولية توجيه الأجيال القادمة الجديدة من المجتمع، وفيها تعين الأفكار والغايات المنتظرة الحديثة للتعليم والتربية، سواء في الدروس أو في طرائق التعليم والتهذيب أو في تنظيم المدرسة أو في اختيار الكتب المدرسية التي تؤمن التعاون العالمي الذي يتوقف عليه تنظيم السلم بمنع تدريس الكثير من الكب المدرسية والمواد الدراسية لاشتمالها على أشياء كثيرة لا تتلائم مع هذا الغرض الأسمى واستبدال غيرها بها من كتب وموارد دراسية جديدة تبذر وتغرس في أدمغة التلاميذ ونفوسهم المبادئ والتعاليم الحديثة التي تتطلبها القومية الصحيحة المبنية على حب وطنها واحترام وطنية الأمم والشعوب الأخرى وتحقيق التعاون والتقدم وازدهار مبادئ الإنسانية والمحبة والعدالة والإخاء والمساواة. وفي النتيجة توطيد أركان الإنسانية