عنه دون أن تحرم من قوة تعبيرها ومن قدرتها على الكلام.
وما من ريب أننا سنأخذ بالاعتبار النظرية المتقدمة لدى تنظيمنا لمتحفنا في قصر العظم، وسنعد لها بحيث تصبح ملائمة لبيئتنا. فتبدأ القاعات بعرض كل ما من شأنه إعلام الزائر عن حياة الشعب السوري العربي، والشروط الجغرافية التي يعيش ضمنها والتأثيرات الجغرافية التي يخضع إليها. فتمثل المناظر الطبيعية التي تؤلف إطاراً يعيش السكان داخلها بحسب اختلافاتها وبحسب أشكال الأفراد وتشاهد التضاريس الجغرافية على المصورات والصور والأشكال الجصية التي يستحسن أن تكون على قياس ١ ويجب أن تبين فيها البادية والسهول
٠٠٠، ١٠٠
والجبال وخط الانهدام وخطوط المواصلات الطبيعية ومجاري المياه التي تحدد العوامل المؤثرة في تجمع البشر، واختلاف أشكال منازلهم وتعدد أنواع فاعليتهم وتنوع حياتهم الاجتماعية والاقتصادية.
ثم تلي قاعات تعرض فيها مصورات وصور وأشكال أخرى تبين توزع السكان في سورية ونماذجهم العرقية والأطوار المتعاقبة التي مروا بها خلال القرون الماضية، ولا بأس من إظهار هذه الأطوار بواسطة الإضاءات الكهربائية التي تري الزائرين أربعة أو خمسة ألوان مختلفة تنار على التعاقب، الأدوار المهمة التي مرتبها البلاد في تطورها العرقي. ويستظرف أن يضاف إليها صور فوتوغرافية تعطي فكرة عن المساكن الحالية حسب صناعات أهلها ومناطقهم ومذاهبهم، وأشكال جصية أو خشبية توضع في واجهات زجاجية جميلة تمثل بها المنازل الشعبية في مختلف جهات سورية. ومن الخير أن تكون هذه الأشكال على مقياس ١
٢٠
ويشترط أيضاً أن يضاف إليها قطع حقيقية طبيعية تعطي فكرة عن حجمها الأصلي.
ويجب أن تعرض أيضاً هذه القطع الحقيقية في قاعات المتحف الأخرى، إذ أنه يستحسن أن تمثل التحف الإنتوغرافية في المساكن التي كانت تشغلها وفي الجو الطبيعي الذي أوجدها. ولا بأس من أن يعاد بناء بعض المنازل الصغيرة المهمة في باحات القصر ويبين