للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها صفات أقسامها الداخلية أو الخارجية. فيتوفر لدينا متحف خارجي في الهواء الطلق ينضم إلى قاعات المتحف الداخلي المنظمة ويكمل تعاليمها، ويجب أن يتم ذلك دون إحداث تغييرات كبيرة تؤثر على جدران المتحف وثم تضاف إليها الأدوات الاتنوغرافية التي تتميز بها أنواع المهن الاجتماعية المختلفة كمصنوعات عمال المعادن والنجارين وصناع الفخار والفنانين وغيرهم.

وبعد هذه المقدمة العامة عن جو البلاد الطبيعي وعن سكانها ومشاغلهم تبدأ في قسم من القاعات الأخرى دراسة تحليلية عن مدنية شعبنا المادية. فتمثل عاداته بصورة حسنة مجسمة. فيرى مثلاً كيف تعمل الأغذية وتعرض نماذج منها مع أشكالها والأدوات والقوالب التي تستعمل في صنعها. ومما لا شك فيه أن الألبسة يجب أن تحتل مكاناً واسعاً في هذا الجناح، ويلزم أن يشاهد الزائر بعض التفاصيل عن حياكتها ويرى الآلات والأدوات التي كانت تستعمل في هذه الغاية. وتتبع نفس الطريقة في عرض أغطية الرأس والأحذية والحلي وأدوات الزينة وغيرها. ولإتمام الغاية من عرض هذه الأشياء يجدر استخدام التماثيل الخشبية أو الجصية والصور الفوتوغرافية التي تمثل مشاهد شائقة من حياة القرية.

وبعد عرض هذه المجموعات التي تمثل ثقافة الشعب المادية يداوم على عرض مجموعات أخرى يتعرف بها الشعب على خوالج حياته الروحية وعاداته ومعتقداته وما اتخذه من رموز وأزجال وقصائد وأغاني ليعبر بها على نوازع نفسه.

فيبدأ هذا الجناح من المتحف بعرض الوثائق الخطية والمطبوعة التي تدل على تطور المهن والمنظمات الشعبية في سورية ويأت دور الأشياء التي تتعلق بأعياد السنة فتمثلها في زخرفتها الطبيعية، وثم الوثائق الدالة على سنوات الولادة والزواج والموت. ويمثل أيضاً تاريخ الطب الشعبي بما كان يستعمل الطبيون لشفاء مرضاهم من عبارات وأدوات مختلفة وصل إلى عصرنا كثير منها وما زالت تنشر وتستعمل في المدن والقرى.

ثم تمثل لهجات المناطق السورية وآدابها ولغتها التي كان لها أثر كبير في إنشاء ثقافتنا الشعبية فتكتب النكات والأقاصيص والأحاجي والألغاز على رقعات خاصة، وتمثل الآلات الموسيقية والمقاهي والملاهي والمسارح الشعبية وغيرها من الأدوات التي تعبر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>