- لم أره. . . ولكن سكان القرية أكدوا أنهم رأوه وأنه سيعود. . .
أما الفتيان الثلاثة الآخرون فأخذوا يستمعون إلى الحديث وهم يتسنمون جدار الحديقة وفجأة أمسكت لاتيا بالشرائط الموزعة على شعرها وعددها كبير ثم قالت:
- انظر. . لقد أكثرت من هذه الشرائط الوردية ليراها عن بعد لدى عودته ألا ترى أن بإمكانه أن يلاحظها عن بعد. . .
وفي هذه اللحظة المناسبة نشر (دوبيري) الثوب ورأت لاتيا ألوانه الزاهية فبهرتها وبحركة خفيفة حرك الأجراس فصاحت لاتيا:
- أوه! إنه ثوب جميل. . هل هو لي؟ يجب أن أرتديه ليسمع صوت الأجراس عن بعد عندما يعود كما يرى ألوانه المشعة الزاهية.
فقال دوبيري:
- هو لك هدية ولكن بشرط ألا تقبعي في عقر دارك بل عليك أن تتجولي به وأن تضعي قبعته الخاصة على رأسك. إذ ما الفائدة من بقائك به في منزلك هيا ارتديه. . جربي مرة واحدة.
ومدت لاتيا ذراعيها لتتناول الثوب فصاح الفتيان من أعلى الجدار.
- إنه يناسبك حقاً. . إنه بديع للغاية.
وارتدت الثوب ووضعت القبعة التي أخفت شعرها المصفف ووجنتيها وجبينها وبالتالي أخفت تجاعيد وجهها المغض فبدت كالطفلة الجميلة المحببة، هذا وقد أضفى الانعكاس على وجهها لوناً زاهياً أعاد إليه نضارته.
وقال دوبيري:
- من المؤسف ألا يوجد هنا مرآة.
- آه انتظر إن لدي مرآة.
وأحضرت المرآة فوضعتها على الأرض ثم انحنت فوقها ونظرت إلى صورتها المنعكسة