حسناته والسيئات، له جماله وقبحه، يخطئ ويصيب، وعندما لمست الحمامة البيضاء جبين السيدة (ماري). أعادت إلى رأسها العقل، ففسرت السعادة تفسيراً ملائماً يطابق حقيقة الزواج، وعندها عادت أدراجها تتابع العيش بين ذراعي رجل كثيف، رهل، سمين.
وليس شأن الدركي ونائب المنطقة الانتخابية والقديس (دنيس) يخالف حال السيدة (ماري) من حيث البحث عن السعادة والضلال في تفسيرهم أولاً، ثم الرجوع إلى الصواب عند الرجوع إلى الطريق التي يعرف أولها، وهذه الطريق في رأيي هي حقيقة الإنسان، كما نعرفها اليوم، وقد أصبح في قدرتنا أن نعلمها الآن إلى حد كبير بعد رقي علم النفس وعلم الاجتماع.
أننا نملك مفتاح السعادة في هذين العلمين.
التفسير العربي
السعادة في دمشق، وفي سوريا، وفي الشرق العربي وغير العربي، كلها تفسير، وهي تفسير الحياة، لا غاية الحياة.
المجسد الأموي معبد السعادة حين يفسر المؤمن المسلم الحياة الدنيا بالآخرة، ويرى إن رضا الله وطاعته قبل وفوق كل شيء، من العلم إلى الحكومة، والمعابد والكنائس هي في نظر المؤمنين من غير المسلمين مساجد تكفل السعادة من غير فشل. بل هي طريق الوثوق والهدي، طريق بعيدة جداً، ولكنها قاب قوسين أو أدنى. طريق لا تعرف نهايتها، ولكنها أوضح من الشمس، وأعظم ربحاً من اكبر جائزة في أصدق يانصيب!. .
ليس الخطأ في وجود السعادة أو عدم وجودها. بل الخطأ في جهلها، والبحث عنها حيث لا توجد. كان الإنسان منذ أقدم العصور يرى أن السعادة شيئاً جامداً، أو سلعة تباع وتشتري، وكان الرجل الابتدائي يظنها طعاماً يقيه من الجوع، ومدية يطعن بها الوحوش، وبيتاً ينحته في الصخر فيعصمه من الماء، وإذا تقدم الإنسان أعتقد إن السعادة قواقع نادرة أو أحجار كريمة وجواهر يزهو بها على غيره من الناس، بها يتقرب السحرة من ألآلهة، فتتم التجارة بين العالمين، وتتسع السعادة من الدنيا إلى الأخرى، ومن الأحياء إلى الأموات، فهذه الحلي والجواهر تزين قبور المصريين كما تزين الهياكل والصدور اليوم. بها كانت تشتري الآخرة، كما تشتري بها اليوم ضمائر الناس. ولم تكن الآخرة تشتري إلا لأجل السعادة، كما