المسلكي فيوصل إليه بإعداد التلاميذ تربوياً ونفسياً معاً.
فالإعداد التربوي يتم بدراسة علم التربية العام وتاريخ التربية وأصول التدريس وعلم التربية التجريبي وعلم إدارة الصفوف والتشريع المدرسي وعلم رعاية الطفل. ويشترط في هذه الدراسة أن تكون نظرية وعملية معاً فلا يقتصر فيها على استماع الدروس والمحاضرات بل يجب أيضاً أن تقوم الطلاب أنفسهم بملاحظات تربوية وتجارب وأشغال عملية ولا نغالي إذا قلنا إن تربية المعلمين يجب أن تكون مماثلة لتربية المهن الأخرى كالقانون والطب والهندسة. فكما أن هناك قوانين فيزيولوجية عامة يأخذ بها الطبيب عند حل المشاكل التي تعترضه كذلك يشتمل علم التربية على مبادئ عامة للتعليم إذا أخذنا بها المعلم استطاع أن يتغلب على جميع الصعوبات التي يصادفها. ولو أن مبادئ التعليم هذه وضعت في صورة قواعد واضحة يتلقاها معلمو المستقبل لتم لنا الكثير مما يتطلبه إعداد المعلمين إلا أن التباين لايزال عظيماً بين الواقع وبين ما يجب أن يكون. فقواعد حفظ الصحة على كثرتها لم تق الأفراد من الوقوع في الأمراض كما أن قواعد التعليم على مرونتها لم تؤد بعد إلى إعداد معلمين حاذقين.
والإعداد النفسي يتم بدراسة علم النفس هو دراسة علم النفس العام وعلم النفس التجريبي وعلم نفس الطفل وعلم النفس التربوي والمنطق ومبادئ العلوم.
والغرض الأول من هذا الإعداد النفسي هو دراسة حياة الطفل دراسة عميقة محيطة بنموه الجسدي ونموه الفكري والخلقي. ولا تبلغ هذه الدراسات النفسية غايتها إلا إذا كانت مصحوبة بملاحظات وتمارين عملية في مختبرات المدرسة وصفوف الأحداث ويجب لذلك أن يضع كل طالب في مدارس المعلمين صوراً نفسية لتلاميذ بعض الصفوف تبين صفاتهم الفكرية واستعداداتهم وتدل على شخصية التلميذ الفكرية كما تمثل مجموع الصف. وعلى طلاب مدارس المعلمين أن يعتمدوا في وضع هذه التصاوير الفردية والعامة على ملاحظات ألعاب الأطفال ورسومهم وأشغالهم وسلوكهم ودرجاتهم في الامتحانات والاختبارات.
إن هذا الإعداد النفسي والتربوي قد أصبح من الأوليات المسلم بها فعلم التربية والتعليم يجب أن يستند إلى علم الطفل كما يستند علم الزراعة إلى معرفة طبيعة الأرض والنبات