للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا ما أردنا أن نحل هذه المسألة العويصة علينا أن نثقب الأرض! ويتابع فلاماريون كلامه: ليست المسألة إلا عبارة عن تحقيق ما قد أقيم إلى الآن بصورة سطحية، غير مباشرة، أو بالأحرى من قبيل الصدفة. فأول ما يمكن الحصول عليه إذن هو إيجاد ينبوع دائم الحرارة يمكن استخدامه في الأوائل الصناعية وفي مراقبة درجة الحرارة الهندسية مراقبة علمية. ومن الممكن العثور على الماء الغالي وفقاً لهذه الدرجة على انخفاض٣٠٠٠ متراً عن سح البحر.

فما هي الغرائب الجيولوجية أو الباليونتولوجية التي يمكن الحصول عليها في استقصاء الأعماق الأرضية؟ هي مناجم الحديد والنحاس والمعادن الثمينة وعروق الذهب والبلاتين والفضة والراديوم، وكلها من المواد التي لم يشك أحد في العثور عليها. وهي مستحاثات أبعد العصور الجيولوجية التي كانت تعيش في عالم مجهول يرقد في تلك المقاطعات.

ومن الممكن حقا العثور، أثناء العمل، على منابع من المياه المعدنية الحارة كالتي تدفقت خلال فتح نفق سمبيونة سنة ١٩٠٣ بدرجة حرارة تتراوح بين ٤٨ و ٥٣ وعلى مجار مائية تسيل تحت الأرض وعلى شلالات يمكن استخدامها للحصول على القوى الكهربائية، وعلى بحيرات واسعة تقطنها الأسماك والحيوانات البرية - البحرية العمياء كالتي عثر عليها في مغاور كارنيولا. وسيمثل فعلا أمام أعيننا المندهشة منظر جموع من الحيوانات والنباتات العجيبة، وأجسام متألقة تضارع المخلوقات التي تعيش اليوم في أعماق بحارنا المحيطية. وستضيء بمناظرها الخلابة مناظر ما تحت الأرض التي تتزين بالصواعد الهائلة والنوازل العظيمة. ومن الممكن أيضاً العثور على كهوف ومغاور ليست في الحسبان وعلى أجسام غريبة تنتشر تحت ضغوط كبيرة هائلة.

لقد ألمعنا أنه من الممكن، وفقاً للنظريات الحديثة، العثور على درجة حرارة المياه الغالية على انخفاض٣ كيلومتراًت فقط عن السطح، فما هي قيمة ثلاثة كيلومتراًت بالنسبة إلى ٦٣٧١ كيلومتر، التي تفصلنا عن مركز الكرة الأرضية؟ يجب علينا أن نهبط إلى أعمق منها بكثير!.

إن فكرة خرق بئر عظيمة العمق تكشف لنا عن حقائق جوف الكرة الأرضية ليست بفكرة حديثة العهد. لقد فكروا بخرق مغارة تخترق الكرة الأرضية من ناحيتيها. وكان يجب على

<<  <  ج: ص:  >  >>