وقال الطرطوشي: ومن اكتوى أو رقي معتمدًا على ما أجرى الله عادته وسنته عندها فهو معتمد على خالقه سبحانه، وإنما يقدح في التوكل أن يرى البرء من قبل الاكتواء والرقى خاصة.
قال ابن العربي: من شهد في الجمادات أنها تفعل بنفسها فهي شهادة زور لأنه لم يدرك ذلك جواسه، ولا حصل له به العلم ابتداء في نفسه، والذي شاهد بنفسه أن شيئًا إذا جاور النار احترق، فإذا شهد بأن الهثيم إذا اتصل بالنار احترق، كان هذا الكلام صادقًا، وإذا قال: النار أحرقته. كان كذبًا بحتًا؛ لأن النار ليست بفاعلة وإنما هي جماد، والجماد لا يصح منه فعل، فإن قال: خلق الله فيها قوة تحرق بها. قيل له: هذه شهادة بما لم تر ولم تسمع؛ لأن القوة لا ترى ولا تسمع ولا أخبر الله بها ولارسوله -صلى الله عليه وسلم-. فقف يا وقاف وقل: إنَّ الله يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد.
وقال ابن رشد: وانظر قول ابن العربي: إن قال: النار أحرقته كان كذبًا بحتًا مع قولهم: من أرسل نارًا في أرضه ضمن ما أحرقته، لأن هذا الانفعال وإن كان خلقًا لها فنحن قد أدركناه بالحس فيجب مراعاته كما يأثم من شرب سمًا أو أكله حتى مات، ا. هـ. المواق.
(١) وقوله: وتصرية الحيوان كالشرط كتلطيخ ثوب عبد بمداد، يعني أن التغرير الفعلي كالشرط، وهو أن يفعل بالمبيع فعلًا يظن المشتري به كمالًا فلا يوجد؛ كأن يؤخر حلب الشاة أو البقرة مثلًا حتى يعظم ضرعها، فيظن المشتري أن ذلك واقع لكثرة حلبها، وإن يلطخ ثوب عبده بمداد أو يجعل دواة أو قلمًا بيده ليظن أنه كاتب، فإن مثل ذلك يكون كالشرط، فيرد المبيع إذا =