للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الفرائض]

بَابٌ: يُخْرَجُ مِنْ تَركَةِ المَيِّت حَقٌّ تَعَلَّقَ بِعَيْنٍ كَالْمَرْهُونِ، وعَبْدٍ جَنَى (١)، ثُمَّ مُؤَنُ تَجْهِيزهِ بالْمَعْروفِ، ثُمَّ تُقْضَى دُيُونُهُ، ثُمَّ وَصَايَاهُ مِن ثُلُثِ الْبَاقي، ثُمَّ الْبَاقِي لِوارِثِهِ (٢). من ذي النِّصْفِ، الزَّوْجُ (٣)، وبِنْتٌ، وبنتُ ابْن إن لَمْ تَكُنْ بِنْتٌ (٤)، وأَخْتٌ شَقيقَةٌ، أو لأبٍ إن لَمْ تَكنْ شَقِيقَةٌ (٥). وعَصَّبَ كُلًّا أخٌ يُسَاوِيهَا (٦)، والْجَدُّ والأخْريَيْنِ الأولَيَانِ (٧).

[كتاب الفرائض]

علم الفرائض علم قرآني، ونسب في جواهر الإكليل للغزالي في وسيطه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَكِلْ قِسْمَةَ مَوَارِيثِكُمْ إِلَى نَبيٍّ مُرْسَل وَلَا إِلَى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلكِنْ تَوَلَّى بَيَانَهَا فَقَسَمَهَا أَبْيَنَ قَسْمٍ". قال: أشار - صلى الله عليه وسلم - بذلك إلى قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} (١)،. ونقل أيضًا عن السهيلي قوله: نظرت فيما بينه الله في كتابه من حلال وحرام وحدود وأحكام، فلم أجده افتتح شيئًا من ذلك بما افتتح به آية الفرائض، ولا ختم شيئًا من ذلك بما ختمها به، فإنه قال في أولها: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}. فأخبر عن نفسه بأنه موص تنبيهًا على حكمته فيما أوصى به، وعلى عدله، وعلى رحمته، وقال حين ختم الآيات: {وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (٢)، وعلم الفرائض هو العلم بالأحكام الشرعية العلمية المتعلقة بالمال بعد وفاة صاحبه تحقيقًا أو تقديرًا. وموضوعه التركات؛ لأنه يبحث فيه عن عوارضها الذاتية؛ من مؤن تجهيز، وقضاء دين، وتنفيذ وصية، وإرث.

وفائدته: إيصال الحقوق إلى أهلها. وهو مستمد من كتاب الله تعالى، وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإجماع الأمة، واجتهاد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضوء الكتاب والسنة وآراء أئمة الاجتهاد.

وعلم الفرائض علم عظيم القدر، فهو ثلث العلم، وروي: نصف العلم، وهو أول علم ينزع من الناس وينسى، روى الدارقطني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ، فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَوَّل شَيْءٍ يُنْسَى وَهُوَ أَوَّلُ شَئٍ يُنْزعُ مِنْ أُمَّتِي". وروي أيضًا عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوه النَّاسَ، وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ


(١) سورة النساء:١١.
(٢) سورة النساء: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>