للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كِتابُ الْجهَادِ (١)

الْجِهَادُ - فِي أَهَمِّ جِهَةٍ كُلَّ سَنَةٍ، وَإنْ خَافَ مُحَارِبًا، كَزِيارَةِ الْكَعْبَةِ - فَرْضُ كِفَايةٍ (٢) - وَلَوْ مَعَ وَالٍ جَائِرٍ (٣) - عَلَى كُلِّ حُرٍّ ذَكَرٍ مُكَلَّفٍ قَادِرٍ (٤)؛ كَالْقِيامِ بِعُلُومِ الشَّرْعِ، والفَتْوَى، وَدَفْعِ الضَّرَرِ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، وَالْقَضَاءِ وَالشَّهَادَةِ، وَالْإِمَامَةِ والأمر بِالْمَعْرُوفِ، والْحِرَفِ المُهِمَّةِ، وَردِّ السَّلَامِ، وتَجْهِيزِ المَيِّتِ وَفَكِّ الْأسِيرِ (٥).

الجهاد

(١) الجهاد: أصله في اللغة التعب والمشقة؛ فهو مأخوذ من الجهد. وإذا فإنه في الشرع المبالغة في إتعاب النفس في سبيل الله وهو أربعة أقسام:

الأول: جهاد بالقلب؛ وحقيقته أن يجاهد الشيطان، والنفس، عن الشهوات والمحرمات.

الثاني: جهاد باللسان؛ وهو حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشروطه.

الثالث: جهاد باليد؛ أن يزجر ذوو الأمر أهل المناكر عن المنكر، بالأدب والضرب، بما يؤدي إليه الاجتهاد في ذلك. قالوا: ومن هذا الباب إقامة الحدود الشرعية.

والرابع: جهاد بالسيف؛ وهو قتال المشركين لتكون كلمة الله هي العليا.

فكل من أتعب نفسه في سبيل الله، في مسألة من هذه المسائل، فقد جاهد في سبيل الله. إلا أن الجهاد إذا أطلق انصرف أولًا وقبل كل شيء على مجاهدة الكفار بالسيف؛ وهو أن يقاتل الكفار على الدين ليدخلوا به من الكفر إلى الإسلام، لا على أن تكون الغلبة له، ولا للذود عن الوطن؛ كما جاهد قزمان الظفري، فقد جاء عنه أنه قال لقتادة بن النعمان - وهو يجود بنفسه: والله ما قاتلنا عن دين، ولكن لئلا تطأ قريش سعفنا. ومعلوم قوله - صلى الله عليه وسلم - في قزمان: "هذَا إِلَى النَّارِ".

قال المواق: فينبغي للمجاهد أن يعقد نيته أن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ابتغاء ثواب الله، فإذا عقد نيته على هذا فلا تضره الخطرات التي تقع في القلب إن شاء الله، وذلك لحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>