للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المكاتبة]

بَابٌ: نُدِبَ مكَاتَبَةُ أَهْلِ التَّبَرُّعِ (١) وَحَطُّ جُزْءٍ آخِرًا (٢)، ولَمْ يُجْبَرْ الْعَبْدُ عَلَيْهَا والمَأخُوذُ مِنْهَا الجَبْرُ؛ بِكَاتَبْتُكَ ونَحْوِهِ بِكَذا، وظاهِرهَا اشْتِراطُ التَّنْجِيم (٣)، وصُحِّحَ خِلَافُهُ. وجَازَ بغَرَرٍ كآبِقٍ وجَنينٍ وعبْدِ فلانٍ، لا لُؤْلُؤٍ لمْ يُوصَفْ أَو كَخَمْرٍ، ورُجِعَ لِكِتَابَةِ مِثْلِهِ وفسْخُ مَا عَليْهِ من مُؤخَّرٍ أوْ كذهَبٍ عَنْ وَرِقٍ وعَكسِهِ، وَمكاتَبةُ وَلِيٍّ مَا لمَحْجُوره بالْمَصْلَحَةِ، وَمُكاتَبَةُ أمَةٍ وصَغِيرٍ وَإِنْ بِلَا مَالٍ وَكسْبٍ، وبَيْعُ كِتابَةٍ (٤) أوْ جُزْءٍ لا نَجْمٍ فَإنْ وَفَّى فالْوَلَاءُ لِلأوَّلِ وإِلَّا رُقَّ للمُشْتَري، وَإقْرارُ مَريضٍ بقبْضِهَا إنْ وُرِثَ غَيْرَ كَلَالَةٍ ومكاتَبتُه بِلا مُحَابَاةٍ وَإلَّا فَفي ثُلُثِهِ، ومكاتَبَةُ جَمَاعَةٍ لِمَالِك فتُوَّزَعُ على قُوَّتِهِمْ على الأدَاءِ يَوْمَ العَقْدِ، وهُمْ وَإنْ زَمِنَ أحَدُهُمْ حُمَلَاءُ مُطْلَقًا فيؤخَذُ مِن المليء الجَميعُ ويَرْجِعُ إن لَمْ يَعْتِقْ عَلى الدَّافعِ ولم يَكُنْ زَوْجًا، ولا يَسْقُط عَنْهُم شَيءٌ بِمَوتِ واحِدٍ، وللسَّيِّدِ عِتْقُ قويٍّ مِنهُمْ إنْ رَضِي الجَمِيعُ وقَوُوا، فإن رُدَّ ثُمَّ عَجَزُوا صحَّ عِتْقُهُ. والخيارُ فيها ومكاتبةُ شَريكيْنِ بِمَالٍ وَاحِدٍ، لا أحَدِهِمَا، أوْ بِمَالين أو بمتّحِدٍ بِعَقْدَيْنِ فيُفْسَخُ. ورضا أحَدِهمَا بتقدِيم الآخر، ورجع لِعَجْزٍ بِحِصَّتِهِ.

[أحكام المكاتب]

الكتابة شرعًا هي إعتاق السيّد عبده على مال في ذمته يؤديه مؤجلًا. قال الحطاب: وهذا الإسم مشتق من الأجل المضروب لأداء نجومها، فإن الكتابة معناها الأجل، قال الله تعالى: {وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} (١) أي أجل مقدر. وقيل: سميت بذلك اشتقاقًا لها من الكتب؛ لأن السيّد يكتب بينه وبين عبده كتابًا بما اتفقا عليه. والكتابة معناها اللغوي هو الضم، والمكاتب يضم بعض النجوم إلى بعض، ومن هذا المعنى سمي الخراز كاتبًا لأنه يضم أحد الجانبين إلى الآخر بخرزه. قال الحريري في ألغازه:

وكاتِبِين وما خطت أناملُهم … حرفًا وما قرؤوا ما خطّ في الكتب =


(١) سورة الحجر: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>