للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب الشهادات]

بَابٌ: الْعَدْلُ حُرٌّ، مُسْلِمٌ، عَاقِلٌ، بالِغٌ، بلا فِسْقٍ (١) وحَجْرٍ وبِدْعَةٍ وإنْ تَأوَّل كَخَارِجيٍّ وقَدَرِيٍّ. لَمْ يَباشِرْ كَبِيرَةً أوْ كثيرَ كَذِبٍ. أوْ صغيرةَ خِسَّةٍ وسفاهةٍ ولَعِبَ نَردٍ. ذو مُرُوءَةٍ بِتَرْكِ غيْر لَائق مِنْ حَمَامٍ وسَمَاع غِنَاء، ودِبَاغةٍ، وحِياكَةٍ اختيارًا، وإدامةِ شطرْنج وإنْ أعْمَى في قَوْلٍ (٢) أوْ أصَمَّ فِي فِعْلٍ، ليْسَ بِمُغَفَّلٍ إلَّا فِيما لَا يلْبِسُ، ولَا مُتَأكَّدِ الْقُرْبِ (٣) كأبٍ وإنْ عَلَا وزَوْجِهمَا، وولَدٍ وإنْ سَفَلَ كبِنْتٍ وزَوْجِهِمَا، وشَهَادَةُ ابْنٍ مَعَ أبٍ وَاحِدَةٌ كَكُلٍّ عِنْدَ الآخَر أوْ على شَهَادَتِهِ أوْ حُكْمِهِ، بِخِلافِ أخٍ لأخٍ إنْ برَّزَ (٤) وَلَوْ بتعْدِيلٍ، وتُؤُوِّلَتْ أيْضْا بِخِلَافِهِ، كَأجِيرٍ ومَوْلىً ومُلَاطِفٍ ومُفاوضٍ في غيْرِ مُفاوَضَةٍ وزائد أوْ مُنَقِّصٍ وذَاكِرٍ بَعْدَ شَكٍّ وتَزْكِيَةٍ (٥) وإنْ بِحَدٍّ مِنْ مَعْرُوفٍ، إلَّا الْغَريبَ (٦)، بأشْهَدُ أنَّه عَدْلٌ رِضًا (٧)، مِنْ فَطِنٍ عَارِفٍ لَا يُخْدَعُ مُعْتِمدٍ على طُولِ عِشْرَةٍ، لا سَمَاعٍ مِن سُوقِه أو مَحَلَّتِهِ إلَّا لتَعَذُّرٍ (٨).

[كتاب الشهادات]

قال ابن قدامة: الأصل في الشهادات الكتاب والسنة والإِجماع، والعبرة، أمّا الكتاب. فقوله تعالى: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} (١). وقال تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} (٢). وقال تعالى: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} (٣). ومن أدلة ذلك قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (٤).

وأما الدليل من السنة فحديث وائل بن حجر قال: جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الحضرمي: يا رسول الله، إن هذا غلبني على أرض لي. فقال الكندي: هي أرضي، وفي يدي، فليس له فيها حق. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للحضرمي: "أَلَكَ بَيِّنَةٌ"؟ قال: لا. قال "فَلَكَ =


(١) و (٣) سورة البقرة: ٢٨٢.
(٢) سورة الطلاق: ٢.
(٤) سورة الحجرات: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>