العارية، قال الدسوقي: مأخوذة من التعاور، أي التداول، فهي واوية، فأصل عارية عورية: فَعَلِية، بفتحتين، تخفف ياؤها وتشدد، تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا. وقيل: هي مأخوذة من عرا يعرو بمعنى عرض، فأصلها عارُووَة: فاعولة. فقلبت الواو الثانية ياء لتطرفها، والتاء في نية الانفصال، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، هذا في المشددة، وأصل المخففة عارِوَة: فاعلة، فأبدلت الواو ياء لتطرفها.
وقيل: إنها يائية مأخوذة من العار فأصلها عيرية، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا. ورد بأنها لو كانت يائية لقيل: القوم يتعيرون. مع أنهم قالوا: يتعاورون أي يعير بعضهم بعضًا. اهـ. منه بلفظه.
وقال ابن قدامة في المغني: والأصل فيها الكتاب والسنة، والإِجماع، اهـ.
وفي البغوي - أعني شرح السنة: باب العارية، قال الله سبحانه وتعالى:{وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}(١) قال عبد الله بن مسعود: كنا نعد الماعون عارية الدلو، والقدر، قال شعيب الأرناؤوط: أخرجه أبو داود في الزكاة، وإسناده حسن. وذكره الحافظ في الفتح عن أبي داود والنسائي وقال: إسناده صحيح إلى ابن مسعود. وأورده السيوطي في الدر المنثور، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه، والبيهقي في سننه اهـ. منه.
وقال ابن قدامة: وأما السنة، فمن أدلة العارية، ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في خطبة عام حجة