للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الوداع: "الْعَارِيَةُ مَؤَدَّاةٌ، وَالدَّيْنُ مَقْضِيٌّ، والْمِنْحَةُ مَرْدُودَة، وَالزَّعِيمُ غَارِمٌ". أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن، غريب. اهـ. منه. بتصرف قليل.

ومن أدلتها كذلك حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري في الهبة باب: الاستعارة للعروس عند البناء، ونورده هنا بلفظ البغوي بعدما ساق السند إلى عبد الواحد بن أيمن (قال) حدثني أبي قال: دخلت على عائشة، وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم، فقالت: إرفع بصرك إلى جاريتي، انظر إليها، فإنها تُزْهَى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسور الله -صلى الله عليه وسلم-، فما كانت امرأة تُقَيَّنُ بالمدينة إلا أرسلت إليَّ تستعيره. اهـ.

فقولها تُزهى: أي تأنف وتتكبر، يقال زُهي الرجل إذا دخله الزهو، وهو الكبر. وقولها: تُقَيَّنُ، أي تزين. يقال: قيَّن العروس أي زينها، ومن ذلك اشتق اسم القينة لمن تزين العروس، وتطلق على الماشطة، والمغنية، والأمة، ويقال للعبد، قين.

وأخرج الشيخان من حديث قتادة، قال: سمعت أنسًا يقول: كان فزعٌ بالمدينة، فاستعار النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فرسًا من أبي طلحة يقال له المندوب فركب، فلما رجع قال: "مَا رَأيْنَا مِنْ شَىْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا".

وفي السنة للبيهقي من طريق ابن اسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أراد المسير إلى حنين بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى صفوان بن أمية فسأله أدراعًا مائة درع، وما يصلحها من عدتها، فقال أغصبًا يا محمد؟ فقال: "بَلْ عَارِيَة مَضْمونَةٌ حتَّى نُؤَدِّيَهَا إِلَيْكَ". قال الحاكم: صحيح الإِسناد. ولم يخرجاه. اهـ. شعيب.

(١) وقوله: "صح وندب إعارة، نقل المواق هنا عن ابن يونس: العارية مندوب إليها لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "كُل مَعْرُوفٍ صَدَقَة".

وقال الحطاب: وهي من حيث ذاتها مندوب إليها لأنها إحسان {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ويعرض وجوبها نعني عينها لمن يخشى بعدمها هلاكه، وحرمتها ككونها معينة على معصية، وكراهتها ككونها معينة على مكروه، وتباح لغني عنها. وفيه نظر لاحتمال كراهتها في حقه. اهـ. منه.

(٢) وقوله: بلا حجر، قال الحطاب: مراده هنا بالحجر أعم من الحجر المتقدم في بابه ليشمل =

<<  <  ج: ص:  >  >>