أخرج البيهقي في السنن الكبرى بسنده عن مسدد قال: حدثنا عبد الواحد، ثنا العلاء بن المسيب،
ثنا أبو أمامة التيمي قال: كنت رجلًا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي أن ليس لك حج.
فلقيت ابن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إني لرجل أكري في هذا الوجه، وإن ناسًا يقولون لي: إنه ليس لك حج؟ قال: ألست تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن لك حجًا. جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يجبه حتى نزلت هذه الآية: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ (١)}. فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه هذه الآية تم قال:"لَكَ حَجٌّ".
وفي البيهقي أيضًا أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه نادى في الناس: أخروا الأحمال فإن الأيدي معلقة والأرجل موثقة ثم ساق البيهقي سندًا بلغ به الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إِذَا حَمَلْتُمْ فَأَخِّرُوا فإِنَّ الْيَدَ مُعَلَّقَة وَالرجْلَ مُوثَقَةٌ". ثم قال: وصله قيس بن الربِيع عن بكر بن وائل. ورواه سفيان بن عيينة عن وائل أو بكر بن وائل هكذا بالشك عن الزهري يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أَخِّرُوا الْأحْمَالَ فإِنَّ الْأيدِي مُعَلَّقَةٌ وَالْأرْجُلَ مُوثَقَةٌ".
(١) قوله. وكراء الدالة كذلك، التشبيه فيه للجواز، أي كإيجار عاقل من رفيق وحر، في توقف =