قال الحطاب: عقب المصنف رحمه الله التفليس بالحجر تكميلًا لبيان أسباب الحجر. ا. هـ.
وأسباب الحجر سبعة: التفليس، والمرض، والنكاح في حق الزوجة، والرق، والصِّبا، والجنون، والتبذير. ذلك أن الحجر على ضربين: حجر على الإنسان لحق نفسه، وحجر عليه لحق غيره، فالحجر على الإِنسان لحق غيره؛ كالحجر على المفلس لحق غرمائه، وعلى المريض في التبرع بزيادة على الثلث، أو التبرع بشيء لوارث، وذلك لحق ورثته، وكالحجر على الرقيق لحق سيِّده، وكالحجر على المرأة في التبرع بزائد على الثلث وذلك لحق زوجها، ولهؤلاء أبواب تذكر فيها الأحكام التي تتعلق بهم. وأما المحجور عليه لحق نفسه فثلاثة: الصبيُّ، والمجنون، والسفيهُ. وهذا الباب يختص بأحكام الحجر على هؤلاء الثلاثة؛ والحجر عليهم حجر عام لأنهم يمنعون من التصرف في أموالهم وذممهم.
والحجر لغة مصدر حجر يحجر -بضم الجيم وكسرها- إذا حصر الِإنسان أو منعه. ويطلق على الحرام، ومنه قوله تعالى:{وَيَقولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} أي حرامًا محرمًا. ويطلق أيضًا على العقل؛ ومن ذلك الاستعمال قوله تعالى:{هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ} أي لذي عقل.
قال الحطاب: وهو مثلث الحاء في المعاني الثلاثة. قال: ويطلق أيضًا على ما بين يدي الإنسان من ثوبه. وحكى في القاموس أن هذا بكسر الحاء فقط. والحجر ما دار بالكعبة المشرفة من الجانب الشمالي وكل ما حجر به من حائط فهو حجر، والحجر أيضًا موضع به ديار ثمود عند وادي القرى على طريق الشام. قال تعالى:{كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}. والحجر أيضًا الأنثى من الخيل. قال: والجميع بمعنى المنع؛ لأن العقل يمنع من الرذائل جميعها، والحائط =