للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أم الولد]

بَابٌ: إنْ أقَر السَّيِّدُ بِوَطْءٍ وَلَا يَمِينَ إنْ أنْكَرَ، كأنِ اسْتَبْرأَ بحَيْضَةٍ ونَفَاهُ وَوَلَدَتْ لِسِتَّةِ أشْهُرٍ، وإلَّا لَحِق بِهِ ولَوْ أَتَتْ لأكْثَرِهِ إنْ ثَبَتَ إِلقَاءُ عَلقَةٍ فَفَوْقُ وَلَوْ بامرأتَيْنِ كادِّعَائهَا سِقْطًا رَأيْنَ أثَرَهُ، عَتَقَتْ مِنْ رَأس الْمَالِ (١)، وَوَلَدُها من غيره. ولا يَرُدُّهُ دَيْن سَبَقَ كاشْتِراءِ زوجَتِهِ حَامِلًا؛ لَا بِوَلَدٍ سَبَقَ أو وَلدٍ من وَطْء شُبْهَةٍ، إلَّا أمَة مُكاتَبِهِ أو وَلدِهِ، ولا يَدْفَعُهُ عَزْلٌ (٢) أوْ وَطْءٌ في دُبُرٍ أوْ فخِذَيْنِ، إنْ أنْزَل. وجَازَ إجَارَتُهَا بِرضَاهَا، وعِتْقٌ عَلى مَالٍ، ولَهُ قَلِيلُ خِدْمَةٍ وكثيرُهَا في وَلَدِهَا مِنْ غيْرِهِ، وأرْشُ جِنَايَة عَلَيْهمَا، وإنْ مَاتَ فَلِوارِثِهِ، والاسْتِمْتَاعُ بِهَا، وانْتزَاعُ مَالِهَا ما لَم يَمْرَضْ. وَكُرهَ لَهُ تَزْويجُهَا وإنْ بِرضَاهَا. ومُصِيبَتُهَا إنْ بِيِعَتْ مِنْ بائِعِهَا (٣) ورُدَّ عِتْقُهَا. وفُدِيَتْ إنْ جنَتْ بأقَلِّ الْقِيمَةِ يَوْمَ الحُكم والأرْشِ. وإنْ قَالَ في مَرَضهِ ولدَتْ مِني ولا وَلَدَ لَهَا صُدِّقَ إنْ وَرِثَهُ وَلَدٌ.

[أحكام أم الولد]

الأم في اللغة أصل الشيء. والجمع أمات، وأصل الأم أمهة، ولذلك جاء جمعها على أمهات، وقيل: الأمهات للناس، والأمات للنعم. وأم الولد في اللغة تطلق على كل من ولد لها ولد، ولكن استعمال الشرع خصصها بالأمة التي ولدت من سيِّدها. قال الحطاب: وجرت عادة الفقهاء بترجمة هذا الباب بالجمع، ولعل سبب ذلك تنوع الولد الذي تحصل به الحرية، فقد يكون تام الخلقة وقد لا يكون كذلك من مضغة وغيرها.

ولا خلاف بين المسلمين في إباحة التسري ووطء الإِماء، لقوله تعالى في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (١) وقد استولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاريته مارية القبطية رضي الله عنها، وهي أم ولده إبراهيم بن محمد - صلى الله عليه وسلم -. وقد قال فيها: "أَعْتَقَهَا وَلَدُهَا". أخرجه ابن ماجة، وقد استولد أبونا إبراهيم عليه الصلاة والسلام جاريته هاجر فولدت له إسماعيل بن إبراهيم، أصل عمود نسب العرب. وقال الحطاب في رسم العشور من سماع =


(١) سورة المؤمنون: ٥، ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>