للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنْ أقَرَّ مَريضٌ بِإيلادٍ أو بعِتْقٍ في صِحَّتِهِ لَمْ تُعْتَقْ منْ ثُلُثٍ ولَا مِن رَأس مَالٍ. وإنْ وطِئ شَرِيكٌ فَحَمَلَتْ غَرمَ نَصِيبَ الآخَرِ، فإنْ أعْسَرَ خُيِّر في اتِّباعِهِ بالقيمَةِ يَوْمَ الوَطْء أوْ بَيْعهَا لِذلكَ، وتَبعَهُ بِمَا بَقيَ وبنِصْفِ قيمة الولد. وإنْ وَطِئَاهَا بِطُهْرٍ فَالْقَافَةُ وَلَوْ كَانَ ذِمِّيًّا أوْ عَبْدًا فإنْ أشْرَكتْهُمَا فَمُسْلِمٌ. وَوَالى إذا بَلَع أحَدَهُمَا كأن لمْ تُوجَدْ. وَوَرِثَاهُ إن مَاتَ أوَلًا. وحَرُمَتْ عَلى مُرْتَدٍّ أمُّ وَلَده حتى يُسْلِمَ، وَوُقِفَتْ، كمُدَبَّرهِ إنْ فَرَّ لِدَارِ الحَرْب. ولا تَجوُزُ كتَابَتُهَا، وعَتَقَتْ إنْ أدَّت.

= عيسى من كتاب الجامع قال ابن القاسم: بلغنى أن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعلي بن الحُسين بن عليّ بن أبي طالب، كانوا بني أمهات أولاد.

وقال ابن قدامة: وروي أن الناس كانوا لا يرغبون في أمهات الأولاد حتى ولد هؤلاء الثلاثة من أمهات أولاد، فرغب الناس فيهن.

لطيفة تناسب الموضوع. روي عن سالم بن عبد الله، قال: كان لابن رواحة جارية وكان يريد الخلوة بها، وكانت امرأته ترصده، فخلا البيت فوقع عليها، فنذرت به امرأته وقالت: أفعلتها؟ قال: ما فعلت، قالت: فاقرأ إذًا، فقال:

شهدْتُ بأن وعد الله حق … وأنَّ النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماءِ طافٍ … وفوق العرض ربُّ العالمينا

وتحمله ملائكةٌ شدادٌ … ملائكة الإِلهِ مُسوَّمينا

فقالت: أما إذا قرأت فاذهب إذًا. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، قال: فلقد رأيته يضحك حتى بدت نواجذه، ويقول: "هِيه، كَيْفَ قُلْتَ"؟ فأكرره عليه فيضحك. "بأبي وأمي هو، صلوات الله وسلامه عليه".

تنبيهٌ: نسب الحطاب لعياض: تشبه أمهات الأولاد الحرائر في كونهن لا يبعن في دين ولا غيره، ولا يرهنَّ، ولا يؤاجرن، ولا يسلمن في جنايتهن ولا يستسعين. وتشبه أمهات الأولاد الإِماء في أنهن للسيد انتزاع مالهن ما لم يمرض، وله إجبارهن على النكاح على القول به، وله استخدامهن في الخفيف =

<<  <  ج: ص:  >  >>