كتابُ الحج (١)
فُرِضَ الْحَجُّ (٢) وَسُنَّتِ الْعُمْرَةُ (٣) مَرَّةً.
(١) الحج في اللغة القصد. قال الخليل: الحج كثرة القصد إلى من تعظمه. قال الشاعر:
وأشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُئُولًا كثيرة … يَحُجونَ سِبَّ الزِّبْرقَانِ المُزَعْفَرَا
أي يقصدون. والسِّبُّ: العمامة.
وفي الحج لغتان، بالفتح وبالكسر. قاله ابن قدامة.
قلت وبهما قرئ القرآن. والحج في الشرع ركن من أركان الإِسلام الخمسة، وهو عبارة عن مجموعة من الأفعال المخصوصة. قال المواق: ينحصر النظر في هذه الأفعال من ثلاثة أقسام:
الأول في المقدمات وهي اثنتان: المقدمة الأولى في الشرائط، والمقدمة الثانية في المواقيت؛ وهي زمانية ومكانية.
القسم الثاني: في المقاصد؛ وفيه ثلاثة أبواب:
الأول في أداء النسكين؛ من إفراد أوقران أو تمتع.
الباب الثاني: في أعمال الحج؛ من الإحرام وسننه، وسنن دخول مكة، وواجباته، والسعي والوقوف بعرفة، وأسباب التحلل، والمبيت بمزدلفة، والرمي، وطواف الوداع، وبيان ما يجبر بالدم، وحكم الصبي.
الباب الثالث: في محظورات الحج والعمرة؛ من اللبس، والتطيب، وترجيل الشعر، والحلق، والجماع، ومقدماته، وإتلاف الصيد.
القسم الثالث: في اللواحق، وفيه بابان:
الأول: في موانع الحج من الإحصار، والحبس، والرق، والزوجية، والأبوة، والديْن.
والباب الثاني: في الدماء وأحكام الهدايا، وأنواع الدماء، وأزمان إراقتها. ا. هـ. منه.
وقال ابن رشد: الحج في اللغة القصد مرة بعد أخرى. فقيل: حج البيت؛ لأن الناس يأتونه في كل سنة. قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} (١). الآية. أي مرجعًا يأتونه في كل سنة.=
(١) سورة البقرة: ١٢٥.