(١) الكسوف والخسوف بمعنى واحد، وشاع في الاستعمال بالكاف في الشمس وبالخاء في القمر. يقال: انكسفت الشمس وكسفت، ورجل كاسف أي مهموم قد تغير لونه. ويقال: كسف باله أي حدثته نفسه بالشر. ويقال كسوف باله: أن يضيق عليه أمله. ومن ذلك قول الشاعر:
إنما الميت من يعيش كئيبًا … كاسفًا بالُه قليلَ الرجاءَ
وهما من الآيات التي يخوف الله بها الناس؛ ليفزعوا إلى التوبة والاستغفار. ففي الصحيحين والبغوي واللفظ له؛ عن أبي مسعود الأنصاري قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَات اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإذَا رَأَيْتُمْ ذلِكَ فافْزَغوا إلَى ذِكْرِ اللهِ، وَإلَى الصَّلَاةِ". وفي لفظ آخر من حديث أبي موسى قال: خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله. وقال:"هذِهِ الآياتُ الَّتِي يُرسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ وَلَا لِحَيَاتهِ، وَلكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهَا عِبادَهُ. إذَا رَأَيْتُمْ شيْئًا مِنْ ذلِكَ فافْزَعْوا إلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِه". وهو متفق عليه أيضًا. =