للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة الكسوف والخسوف (١)

[فصل]

سُنَّ، وَإِنْ لِعَمُودِيٍّ وَمُسَافِرٍ لم يَجِدَّ سَيْرُهُ، لِكُسُوفِ الشَّمْسِ، رَكعَتَانِ سِرًّا (٢)، بزيادة قِيامَيْنِ وَرُكوعَيْنِ، ورَكعَتَانِ رَكْعَتَانِ لِخُسُوفِ قَمَرٍ كَالنَّوافِلِ جَهْرًا، بِلا جَمْع (٣)، وَنُدِبَ بالْمَسْجِدِ، وَقِرَاءَةُ البَقَرَةِ ثُمَّ مُوالياتِهَا فِي القياماتِ، وَوَعْظٌ (٤) بَعْدَهَا وركع كَالْقِرَاءَةِ وَسَجَدَ كَالرُّكُوعِ، وَوَقتهَا كَالْعِيدِ (٥)، وتُدْرَكُ الرَّكْعَةُ بالركُوعِ، ولَا تُكَرَّرُ، وإنْ انْجَلَتْ فِي أثْنَائِهَا فَفِي إتْمَامِهَا كالنَّوافِلِ قَوْلَانِ. وَقُدِّمَ فَرْضٌ خِيفَ فَوَاتُهُ، ثُمَّ كُسُوفٌ، ثُمَّ عِيدٌ، وأُخِّرَ الاسْتِسْقَاءُ لِيَوْم آخَر.

(١) الكسوف والخسوف بمعنى واحد، وشاع في الاستعمال بالكاف في الشمس وبالخاء في القمر. يقال: انكسفت الشمس وكسفت، ورجل كاسف أي مهموم قد تغير لونه. ويقال: كسف باله أي حدثته نفسه بالشر. ويقال كسوف باله: أن يضيق عليه أمله. ومن ذلك قول الشاعر:

إنما الميت من يعيش كئيبًا … كاسفًا بالُه قليلَ الرجاءَ

وهما من الآيات التي يخوف الله بها الناس؛ ليفزعوا إلى التوبة والاستغفار. ففي الصحيحين والبغوي واللفظ له؛ عن أبي مسعود الأنصاري قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَات اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإذَا رَأَيْتُمْ ذلِكَ فافْزَغوا إلَى ذِكْرِ اللهِ، وَإلَى الصَّلَاةِ". وفي لفظ آخر من حديث أبي موسى قال: خسفت الشمس، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله. وقال: "هذِهِ الآياتُ الَّتِي يُرسِلُ اللَّهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ وَلَا لِحَيَاتهِ، وَلكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهَا عِبادَهُ. إذَا رَأَيْتُمْ شيْئًا مِنْ ذلِكَ فافْزَعْوا إلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِه". وهو متفق عليه أيضًا. =

<<  <  ج: ص:  >  >>