= وقال تعالى في سورة الإسراء:{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}. الآية.
(٢) وقوله: سُنَّ؛ فعل مركب للمجهول نائبه ركعتان، وهو كما أفتى به مالك في المدونة ففيها: قلت: فهل كان مالك يرى أن صلاة الخسوف سنة لا تترك، مثل صلاة العيدين سنة لا تترك؟. قال: نعم.
قال البغوي: صلاة الخسوف سنة، والأحاديث تدل على أنه يصليها جماعة. وهو قول الشافعي وأحمد، وقال أصحاب الرأي: يصلون فرادى. وقال مالك: يصلون خسوف الشمس جماعة،، وخسوف القمر وحدانًا. ا. هـ. منه.
وقوله: وإن لعمودي ومسافر لم يجد سيره؛ هو لما في المدونة أيضًا: قلت: فهل يصلي أهل القرى وأهل العمود والمسافرون صلاة الخسوف في قول مالك؟. قال: نعم. قال: وقال مالك في المسافرين: يصلون صلاة الخسوف جماعة إلا أن يعجل بالمسافرين السير. ا. هـ. منه.
وقوله: سرًا؛ هو أيضًا لفتوى مالك في المدونة ونصها: وقال مالك: لا يجهر بالقراءة في صلاة الخسوف. قال: وتفسير ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لو جهر بشيء فيها لعرف ما قرأ. ا. هـ. منه. وفي البغوي من حديث سمرة بن جندب قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في كسوف ولا نسمع له صوتًا. ا. هـ. وقال: هذا حديث حسن. وهو في الترمذي وقال: حديث صحيح. وأخرجه أبو داود، والنسائي.
وقوله: ركعتان؛ قال البغوي: اختلف أهل العلم في كيفية صلاة الخسوف؛ فذهب أصحاب الرأي وسفيان الثوري إلى أنه يصلي ركعتين؛ في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات. وذهب قوم إلى أنه يصلي ركعتين في كل ركعة ركوعان، على ما جاء في الحديث. وهو قول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق.
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى في كل ركعة ثلاث ركوعات. وروي عنه أيضًا أنه صلى ركعتين في كل ركعة أربع ركوعات.
وقوله: بزيادة قيامين وركوعين؛ دليل ذلك الحديث المتفق عليه، ولفظه كما في المدونة: مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن عبد الله بن عباس قال: خسفت الشمس على عهد رسول =