للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب القضاء]

بَابٌ: أهْلُ الْقَضَاءِ (١) عَدْلٌ، ذَكَرٌ (٢)، فَطِنٌ، مُجْتَهِدٌ إِنْ وُجِدَ، وإلَّا فأَمْثَلُ مُقَلِّدٍ، وَزِيدَ لِلْإِمَامِ الأعْظَمِ قُرَشيٌّ، فَحَكَمَ بقَوْلِ مُقَلَّدِهِ (٣)، ونَفَذَ حُكْمُ أعْمَى وأبْكَمَ وَأصَمّ، وَوَجَبَ عَزْلُه (٤)، وَلَزِمَ المُتَعَيِّنَ أو الخَائِفَ فِتْنَةً إنْ لمْ يَتَولَّ، أوْ ضَيَاعَ الحَقِّ الْقَبُولُ (٥) والطَّلَبُ، وأُجْبِرَ وَإنْ بضَرْبٍ (٦)، وَإلَّا فَلَهُ الْهَرَبُ وَإِنْ عُيِّنَ (٧). وحَرُمَ لجاهل وطالب دنيا (٨).

كتاب القضاءِ

قال الحطاب: القضاء بالمد، قال في القاموس: ويقصر، يطلق في اللغة على الحكم، ومنه قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (١)، أي: حكم. ويطلق على الأمر والإِيجاب، قال النووي، قال الواحدي، قال عامة المفسرين وأهل اللغة: قضى ههنا بمعنى أمر، وقال غيره: بمعنى أوجب. وقيل: وصى، وبها قرأ عليٌّ وابن مسعود.

قال: ويطلق على الإِلزام، كما في قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ} (٢). أي ألزمناه به وحتمناه، وهذه المعاني متقاربة.

قال: ويطلق القضاء على الفراغ من الشيء: كقولهم: قضيت حاجتي. وضربه فقضى عليه، أي قتله؛ كأنه فرغ منه، وسمّ قاضٍ أي قاتل، وقضى نحبه: أي مات وفرغ من الدنيا. وأصل النحب النذر، واستعير للموت لأنه كنذر لازم في رقبة كل حيوان. قال في الصحاح: وقد يكون القضاء بمعنى الأداء والإنهاء تقول: قضيت ديني. قال: ومنه قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} (٣). وقوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} (٤). أي أَنهيناه إليه وأبلغناه ذلك. وقد يكون القضاء بمعنى الصنع والتقدير، ومنه قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (٥). ومنه أيضًا القضاء والقدر، قال: وقال: الأزهري: القضاء في اللغة على وجوه، مرجعها إلى انقضاء الشيء وتمامه. وأما القضاء شرعًا، فهو الإِخبار عن حكم شرعي على سبيل الإِلزام. ا. هـ. منه بتصرف. =


(١) سورة الإسراء: ٢٣.
(٢) سورة سبأ: ١٤.
(٣) سورة سبأ: ٤.
(٤) سورة الحجر: ٦٦.
(٥) سورة فصلت: ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>