للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب العتق]

بَابٌ: إنَّمَا يَصِحُّ إعْتَاقُ مُكَلَّفٍ (١) بِلَا حَجْرٍ وإحَاطَةِ دَيْنٍ، ولِغَريمِهِ رَدُّهُ أوْ بَعْضِهِ إلَّا أنْ يَعْلَمَ أوْ يَطُولَ، أوْ يُفِيدَ مَالًا ولَوْ قبْلَ نُفُوذِ البَيْعِ، رَقيقًا لمْ يتَعَلَّقْ بهِ حَقٌّ لَازِمٌ بِهِ وبِفَكِّ الرَّقَبَةِ والتَّحْرِيرِ وَإنْ في هذَا الْيَوْمِ، بِلَا قرِينَةِ قَدْحٍ أوْ خُلْفٍ أوْ دَفْعٍ أوْ مَكْسٍ، بِلَا مِلْكَ أوْ سَبِيلَ لي عَلَيْكَ، إلَّا لِجَوابِ، وبِكوَهَبْتُ لَكَ نَفْسَكَ وبكاسْقِني أو اذْهَبْ أو اعْزُبْ بِالنِّيَّةِ. وعَتَق عَلَى البَائعِ إِنْ عَلَّقَ هُوَ وَالمُشْتَري على الْبَيْع والشِّراءِ وبِالاشْتِراءِ الْفَاسِدِ في إنْ اشْتَريْتُكَ كأنْ اشْتَرى نَفسَهُ فَاسدًا. والشِّقْصُ والمدَبَّرُ وَأُمُّ الْوَلَدِ وَوَلَدُ عَبْدِي مِنْ أمَتِهِ وإنْ بعْدَ يَمِينهِ، والإِنْشَاءُ فيمَنْ يَمْلِكُهُ، أوْ لي أوْ رَقِيقي أوْ عَبِيدي أوْ مَمَاليكي، لا عَبيدُ عَبِيدِهِ كأمْلِكُهُ أبَدًا. وَوَجَبَ بِالنّذْرِ ولم يُقْضَ إلَّا بَبَتٍّ معَيَّنٍ. وهو في

تنبيهٌ: كلما كثرت أسباب الشيء كان إلى الوقوع أقرب: ألا ترى أن الله قد وعد بالمغفرة على أسباب كثيرة تكاد تخرج عن الحصر؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالآتِيَةَ". وقال: صَوْمُ يَوْم عَاشُورَاءَ يُكَفِّر الْمَاضِيَةَ". وقال "رَمَضَانُ إلَى رَمَضَانَ يُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا". وقال: "الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ يُكَفِّرْنَ مَا بَيْنَهُنَّ". وقال: "وَإِنْ تَوَضَّأَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ بيْنِ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ".

وقال الحطاب لشيخه شهاب الدين: إذا كان عرفة يكفر الماضية والآتية، فأي شيء يكفر عاشوراء، وكل ما ذكرناه؟ فقال: ذلك دليل على أنه تعالى مريد للمغفرة لعباده، فإن العبد إن أخطأه سبب لا يخطئُهُ غيره، وما كثرت أسبابه كان إلى الوقوع أقرب. ا. هـ.

قال: وحكمة مشروعيته، التنبيه على شرف الآدمي وتكرمته، فإن الرِّقَّ إذلال له، والترغيب في العتق من مكارم الأخلاق، وتعاطي أسباب النجاة من النار. ا. هـ. منه.

والأصل فيه الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} وقوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} (١). وأما السنة فما تقدم ذكره من الأحاديث وغيره، وأجمعت الأمة على صحة العتق وحصول القربة به.

(١) قوله: إنما يصح إعتاق مكلف ألخ. يريد به، والله أعلم، أن العتق يصح من كل من يصح =


(١) سورة البلد: ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>