للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَابٌ

ينْعَقِدُ البَيْعُ بِمَا يَدُلُّ عَلى الرِّضَا وَإنْ بِمُعَاطَاةٍ، وبِبعْنِي فيَقُولَ: بعْتُ. وبابْتَعتُ، أوْ بِعْتُكَ وَيَرْضَى الآخَرُ فِيهِمَا. وحَلَفَ وإلَّا لَزِمَ إنْ قَالَ: أبيعُكهَا بِكَذَا، أوْ: أنَا أشْتَرِيهَا بهِ. أوْ تَسَوَّقَ بهَا فَقَالَ: بكَمْ؟ فَقَالَ: بمائةٍ. فَقَالَ: أخَذْتُهَا.

كتَابُ البُيُوعِ

قال القرطبي في تفسيره: البيع مصدر باع كذا بكذا، أي دفع عوضًا وأخذ معوضًا، وهو يقتضي بائعًا؛ وهو المالك أو من يتنزل منزلته. ومبتاعًا؛ وهو الذي يبذل الثمن. ومبيعًا، وهو الذي يبذل في مقابلة الثمن، وعلى هذا فأركان البيع أربعة: البائع، والمبتاع، والثمن، والمثمن. ثم المعاوضة عند العرب تختلف بحسب اختلاف ما يضاف إليه؛ فإن كان العوض في مقابلة الرقبة سمي بيعًا، وإن كان في مقابلة منفعة الرقبة: فإن كانت منفعة بُضْع سمي نكاحًا، وإن كانت منفعة غير ذلك، سمي إجارة، وإن كان بيع عين بعين سمي صرفًا، وإن كان بدين مؤجل سمى سلمًا، ا. هـ. منه.

وفي الحطاب: والبيع لغة مصدر باع الشيء إذا أخرجه من ملكه بعوض أو أدخله فيه، فهو من الأضداد يطلق على البيع والشراء، قال تعالى: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (١) الآية. أي باعوه وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} (٢) الآية. وفي الحديث: "لَا يَبِعْ عَلَى بَيْعِ أخِيهِ". أي لا يشتري على شرائه. وقال ابن الأنباري في كتاب الأضداد: قال جماعة من المفسرين في قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} (٣) الآية. معناه باعوا الضلالة بالهدى، وذكر الزناتي في شرح الرسالة أن لغة قريش استعمال باع إذا أخرج، واشترى إذا أدخل، قال: وهي أفصح. وعلى ذلك اصطلع العلماء تقريبًا للفهم ا. هـ. محل الغرض منه.=


(١) سورة يوسف: ٢٠.
(٢) سورة البقرة: ١٦.
(٣) سورة البقرة: ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>