للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما كون الولد يصبح مسلمًا بإسلام أبويه أو أحدهما فالأمثلة على ذلك موجودة من أولاد الصحابة رضوان الله عليهم، فقد ساق البيهقي سندًا عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله ما عقلت أبوي فقط إلا يدينان الدين، وما مر علينا يوم قط إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرة وعشيًا. وقال البيهقي رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير. وهذا عبد الله بن عمر أسلم بإسلام أبيه وهو صبي. روى إسلام أبيه وهو صبي، قال: لما أسلم عمر اجتمع عليه الناس قالوا: صبأ عمر، صبأَ عمرُ، وأنا على ظهر بيت، فجاء العاص بن وائل وعليه قباء ديباج مكففة بحرير فقال: صبأ عمر؟ فمه، أنا له جار. فعجبت من عزه يومئذ. رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان. فعبد الله بن عمر أسلم أبوه وهو صبي فصار مسلمًا بإسلامه. وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أسلم بإسلام أمه على الرغم من أن أباه كان على دين قومه إلى أن أسر يوم بدر. قال البخاري: كان ابن عباس مع أمه من المستضعفين، ولم يكن مع أبيه على دين قومه. قال البيهقي حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعيد بن نصر، ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي زيد قال: سمعت ابن عباس يقول: أنا وأمي من المستضعفين؛ كانت أمي من النساء وأنا من الولدان. رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن سفيان. ا. هـ.

يريد ابن عباس بذلك، المستضعفين المذكورين في قوله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا} (١).

ولا شك أن العباس كان إلى وقعة بدر على دين قومه، ولا التفات إلى ما يذكره بعض المؤرخين من أنه كان يكتم إيمانه، وذلك لما رواه البخاري في الصحيح من حديث أنس أن رجالًا من الأنصار استأذنوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ائذن لنا يا رسول الله لنترك لابن أختنا العباس فداءه، فقال: "لَا وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ دِرْهَمًا" قال، وعبد الله بن عباس إذ ذاك كان صبيًا صغيرًا إلا أن أمه كانت أسلمت فصار مسلمًا بإسلامها. ا. هـ. بنقل البيهقي.

وأما الحكم بأن ابن الكافر كافر مثله، فقد روى البخاري في الصحيح أن غلامًا من اليهود كان يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فمرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند رأسه فنظر الغلام إلى أبيه فقال، أَطع =


(١) سورة النساء: ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>