= من أجره شيئًا؛ منهم مصعب ابن عمير، قتل يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة، فكنا إذا "وضعناها على رأسه خرجت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ضَعُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإذْخِرِ". قال: ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدبها. ا. هـ. قال البغوي: هذا حديث صحيح أخرجه محمد - يعني البخاري - عن محمد بن كثير عن سفيان عن الأعمش.
والنمرة ضرب من الأكسية. وقوله: فهو يهدبها أي يجنيها. يقال هدب الثمرة يهدبها هَدْبًا إذا اجتناها وقطفها.
قال البغوي: وفيه دليل على أن كفن الميت من رأس المال، وإذا استغرق كفنه جميع التركة كان أحق به من الورثة، وبه قال عطاء والزهري، وعمرو بن دينار، وقتادة وعامة أهل العلم، قال إبراهيم: يبدأ بالكفن، ثم بالدين، ثم بالوصية. ا. هـ. منه.
(١) وقوله: وندب تحسين ظنه بالله تعالى؛ فهو لحديث جابر قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته بثلاثة أيام يقول:"لَا يَمُوتُنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ". قال البغوي: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن يحيى بن زكريا عن الأعمش، وقد صح عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَن عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إذَا ذَكَرَنِي، فَإنْ ذَكَرَني فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرَتُهُ فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ". أخرجه البخاري ومسلم.
وروي بإسناد غريب عن جعفر بن سليمان، عن ثابت عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على شاب وهو في الموت، فقال: كيْفَ تجِدُكَ؟. قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنبي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هذَا الْمَوْطِنِ إلَّا أعْطَاهُ الله ما يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ".
أخرجه الترمذي، وابن ماجه.
وعن ثابت البناني قال: مرض رجل من الأنصار فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فوافقه وهو في =