= تغسيلهما وتغميضهما له، ولكن الأولى أن يكون المتولي لأموره في تغميضه وتغسيله طاهرًا لأنه أكمل وأحسن. ا. هـ. منه.
(٢) وقوله: وتلقينه الشهادة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ". رواه مسلم وقال الحسن: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمال أفضل؟. قال:"أنْ تَمُوتَ يَوْمَ تَمُوتُ وَلسَانكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ". رواه سعيد. وليكن بلطف، ولا يكرر عليه إلا أن يتكلم بشيء بعدها، فيعيد تلقينه لتكون "لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ" آخر كلامه. وذلك لما رواه الترمذي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ آخِرَ كلَامِه لَا إلهَ إلَّا اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ". ورواه أبو داود. وقال أحمد بن حنبل: ويقرؤون عند الميت ليخفف عنه بالقراءة؛ يقرأ {يس} مثلًا وفاتحة الكتاب. روى سعيد: حدثنا فرج بن فضالة عن أسعد بن وداعة، لما حضر غُضيف بن حارث الموت، حضره إخوته، فقال: هل فيكم من يقرأ سورة {يس}؟. قال رجل من القوم: نعم. قال: أقرأ ورتِّلْ، وأنصتوا. فقرأ ورتل وأسمع القوم، فلما بلغ:{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. خرجت نفسه، قال أسد بن وداعة: فمن حضره منكم الموت، فشدد عليه، فليقرأ عنده سورة {يس} فإنه يخفف عنه الموت. ا. هـ. من المغني لابن قدامة بتصرف.
(١) وقوله: وتغميضه وشد لحييه؛ أما تغميضه فإنه لما روي عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله {يس} على أبي سلمة وقد شقَّ بَصَرُه فأغمضه ثم قال: "إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تبِعَهُ الْبَصَرُ". فضجَّ ناس من أهله. فقال:"لَا تَدْعُو عَلَى أنْفسِكُمْ إلَّا بِخَيْرٍ فَإنَّ الْمِلَائِكَةَ يُؤمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ". ثم قال:"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأبي سَلَمَةَ وَارْفع دَرَجَتَهُ في الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَأَفسِحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ". رواه البغوي وقال: هذا حديث صحيح. وهو في صحيح مسلم. ورواه أبو داود. ويستحب لمن يغمضه أن يقول بسم الله وعلى ملة رسول الله. انظر البيهقي.
وأما قوله: وشد لحييه؛ فهو لما روي أن عمرر ضي الله عنه قال لابنه حين حضرته الوفاة: ادن مني، فإذا رأيت روحي قد بلغت لهاتي: فضع كفك اليمنى على جبهتي، واليسرى تحت ذقني =