للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: ويستدل له بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر مع دحية بن خليفة، وفيه قوله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (١). الآية وهو نص البخاري.

وأما السفر بالمرأة إلى أرضهم، قال ابن القاسم في المدونة: لا يخرج النساء إلى دار الحرب إلا أن يكون ذلك في عسكر عظيم، فلا يخاف عليهم، أما الخروج بهن في الجيش الغازي فقد ثبت في السنة الصحيحة؛ ففي الحديث المتفق عليه عن الرُّبيِّع بنت مُعَوَّذٍ قالت: كنا نَغْزُو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنسقي القوم، ونَخدمُهُم، ونرد الجرحى والقتلى إلى المدينة. ا. هـ.

وأخرج مسلم عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات، أخلفهُم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.

(٣) وقوله: وفرار إن بلغ المسلمون النصف، دليل منع الفرار على المقاتلين في سبيل الله قوله تعالى في الأنفال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٢).

ودليل وجوب مصابرة الواحد من المسلمين اثنين من المشركين قوله تعالى في سورة الأنفال أيضًا: {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٣).

وقوله: ولم يبلغوا اثني عشر ألفًا، قال جواهر الإِكليل: إذا بلغ المسلمون اثني عشر ألفًا حرم الفرار ولو بلغ الكافرون ما بلغوا، ما لم تختلف كلمة المسلمين. قال: وذلك لخبر: لن يغلب اثنا عشر من قلة، إلا أن تختلف كلمتهم. قال المواق: أنكر سحنون قول العراقيين: لا يفر أكثر من اثني عشر ألفًا من عدو ولو كثروا قال: وقد عزا ابن رشد قول العراقيين لأكثر أهل العلم، وقال به وما ذكر إنكار سحنون أصلًا. ا. هـ.

(٤) وقوله: والمثلة، أي والمثلة محرمة في السنة المجمع عليها. وهذا بعد الظفر، وأما قبل =


(١) سورة آل عمران: ٦٤.
(٢) سورة الأنفال: ١٦، ١٧.
(٣) سورة الأنفال: ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>