للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليه بالكتاب ويتثبّت في الجواب، ولا يجازف خوفًا من الافتراء على الله تعالى لتحريم الحلال وضدّه (١) ".

وذكر في "المحيط" نحوه في القاضي (٢).

وقال الإمام العلامة أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني (٣) في كتاب "البدائع" (٤) له: "إن القاضي إن كان من أهل الاجتهاد، وأفضى رأيه إلى شيء


(١) انتهى ما نقله المصنف من "فتاوى قاضي خان" ١/ ٢، ٣. وجاءت الجملة الأخيرة في "الطراز المذهب" نقلًا عن "التصحيح" كما يلي: "ولا يجازف خوفًا من الاجتراء على الله بتحريم حلال وضده".
(٢) انظر "المحيط البرهاني"، كتاب القضاء، الفصل الثالث في ترتيب الدلائل للعمل بها ٤/ ١٢٩ - مخطوط. تأليف الإمام برهان الدين محمود بن الصدر الكبير تاج الدين أحمد بن برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن مازه البخاري (- ٦١٦ هـ)، وكثيرًا ما يغلط فيه الطلبة - كما يقول الإمام اللكنوي - فيظنون أن صاحب "المحيط البرهاني" هو رضي الدين محمد بن محمد السرخسي مصنف "المحيط" أيضًا، وقد صرح ابن أمير الحاج في "حلية المحلى شرح منية المصلي" أن المراد بالمحيط حيث أطلق في الكتب المتداولة: "المحيط البرهاني". انظر (كشف الظنون ٢/ ١٦١٩، والفوائد البهية ص ٣١٤، في الترجمة رقم ٤٠٨).
واقتصر ابن قطلوبغا في "تاج التراجم" ص ٢٤٨ على ذكر "محيط السرخسي"، وذكر مصنِّفَه بقوله: "رضيّ الدين برهان الإسلام .. "، وقد تبع في ذلك الشيخَ عبد القادر القرشي في كتابه "الجواهر المضية"، ويرجّح محقق "الجواهر" د. عبد الفتاح الحلو، أن يكون صاحب "الجواهر" قد خلط بين صاحب "المحيط البرهاني" ومؤلف "المحيط السرخسي" (أو الرضوي نسبة لرضي الدين، لقبه)، الأمر الذي جعله يذكر لمحمد بن محمد السرخسي لقبين، وكان الصواب الفصل بينهما؛ فقوله في ترجمته (رضي الدين) صحيح، وقوله بعده (برهان الإسلام) إنما هو لقب صاحب "المحيط البرهاني". انظر (الجواهر المضية مع الهامش ١/ ١٣٠، ١٣١ و ٤/ ٣٦٤).
وقد يكون أحد أسباب نشوء هذا الإشكال أن مؤلفَي المحيطين - البرهاني والرضوي - كانا تلميذين للصدر الشهيد عمر بن عبد العزيز البخاري ويرِد ذكر اسمه في الكتابين.
ففي "المحيط البرهاني" ١/ ٣١ - مخطوط -: " … وقد وصل إلينا أن هذه المسألة صارت واقعة، فاختلف فيها فتوى الصدر الشهيد حسام الدين - عمّي - وفتوى القاضي الإمام جمال الدين الريغذموني - خالي - رحمهما الله … الخ".
وفي "الجواهر المضية" ٣/ ٣٥٨، ٣٥٩: "ذكر الإمام رضي الدين في "المحيط" في باب الوصية بمثل النصيب، قال: حكى أستاذنا الإمام الأجل حسام الدين عمر بن عبد العزيز بن مازه عن والده برهان الدين - رحمه الله - أن طريق حساب الخطأين عُرفت بالوحي". وانظر الجواهر ٢/ ٤٣٧.
(٣) هو أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني علاء الدين ملك العلماء، مصنف "البدائع" الكتاب الجليل، تفقه على علاء الدين السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه، وكان له وجاهة وخدمة وشجاعة وكرم. توفي سنة ٥٨٧، ودفن داخل مقام إبراهيم الخليل بحلَب، رحمه الله تعالى. (الجواهر المضية ٤/ ٢٨٢٥، رقم ١٩٠٠، تاج التراجم ص ٣٢٧، ٣٢٩، رقم ٣٢٧، الفوائد البهيّة ص ٩١، ٩٢، رقم ٩٣، الأعلام ٢/ ٧٠).
(٤) هو كتاب "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" شرح به مصنفه - الكاساني - كتابَ شيخه الإمام علاء=

<<  <   >  >>