للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يجب عليه العمل به .. أما إذا لم يكن من أهل الاجتهاد، فإن عرف أقاويل أصحابنا وحفظها على الإحكام والإتقان (١) عمل بقول من يعتقد قوله حقًّا على التقليد، وإن لم يحفظ أقاويلهم عمل بقول أهل الفقه في بلده من أصحابنا، وإن لم يكن في البلد إلا فقيه واحد من أصحابنا (٢) يسعه أن يأخذ بقوله".

وقال أيضًا في صفة القضاء: "وأن يكون القضاء لله تعالى خالصًا؛ لأن القضاء عبادة، والعبادة إخلاص العمل بكليته لله تعالى" (٣).

وقال برهان الأئمة (٤) في "شرح أدب القضاء" للخصاف (٥): "وينظر القاضي في فصلين أحدهما المتفق عليه فيقضي به؛ لأن الحق لا يعدو قول أصحابنا، والثاني: المختلف فيه، فقال عبد الله بن المبارك: يأخذ بقول أبي حنيفة؛ لأنَّه رأى الصحابة (٦) وزاحم التابعين في الفتوى، فقوله أسدّ وأقوى،


= الدين السمرقندي "تحفة الفقهاء" شرحًا عظيمًا - كما يقول صاحب "كشف الظنون" ١/ ٣٧١ - وقال: "وهذا الشرح تأليف يطابق اسمه معناه".
والكلام المنقول عنه هنا هو في الجزء السابع منه ص ٤، ٥.
(١) في "البدائع": "وحَفِظها على الاختلاف والاتفاق"، والمثبت من النسخ المخطوطة (أ، ب، جـ).
(٢) كذا في النسخ المخطوطة، وفي "البدائع": "وإن لم يكن في البلد إلا فقيه واحد، من أصحابنا مَن قال: يسعه أن يأخذ بقوله، ونرجو أن لا يكون عليه شيء .. "، وهذه العبارة أصح.
(٣) لم أجد هذا النقل في "البدائع" باللفظ المذكور، وفيه ٧/ ٤ ما نصه: "إن القضاء بالحق إذا أراد به وجه الله سبحانه وتعالى يكون عبادة خالصة، بل هو من أفضل العبادات".
(٤) هو عمر بن عبد العزيز بن عمر بن مازه، برهان الأئمة، حسام الدين المعروف بـ" الصدر الشهيد" الإمام ابن الإمام، والبحر ابن البحر، كان مبرزًا في المعقول والمنقول، وأقر بفضله الموافق والمخالف، كانت ولادته سنة ٤٨٣، وعاش مدة محترمًا إلى أن رزق الشهادة سنة ٥٣٦ رحمه الله تعالى. صنف "الفتاوى الصغرى" و"الكبرى" و"الواقعات" وغيرها. (الجواهر المضية ٢/ ٦٤٩، ٦٥٠، رقم ١٠٥٣، تاج التراجم ص ٢١٧، ٢١٨، رقم ١٨١، الفوائد البهية ص ٢٤٢، رقم ٢٩١، الأعلام ٥/ ٥١).
(٥) كتاب "أدب القاضي": للإمام أبي بكر أحمد بن عمرو الخصاف (- ٢٦١ هـ)، رُتب على مئة وعشرين بابًا، وهو كتاب جامع، غاية ما في الباب، ونهاية مآرب الطلاب، ولذلك تلقَّوه بالقبول، وشرحه فحول أئمة الفروع والأصول، منهم: الإمام برهان الأئمة المعروف بالحسام الشهيد، وهو المشهور المتداول اليوم من بين الشروح. (كشف الظنون ١/ ٤٦، وانظر ترجمة الخصاف في الجواهر المضية ١/ ٢٣٠، ٢٣٢، رقم ١٦٠، وتاج التراجم ص ٩٧، ٩٨، رقم ١٨، والفوائد البهية ص ٥٦، رقم ٤٣).
(٦) قال الشيخ عبد الله القرشي (- ٧٧٥ هـ) في "الجواهر المضية" ١/ ٥٤، في ترجمة الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى: "ادعى بعضهم أنه - أي أبا حنيفة - سمع ثمانية من الصحابة، وقد جمعهم غير واحد في جزء، وروينا هذا الجزء عن بعض شيوخنا، وقد جمعت أنا جزءًا في بيان استحالة ذلك من بعضهم، وهذا طريق الإنصاف، وذكرت في هذا الجزء من سمعه من الصحابة ومن رآه،=

<<  <   >  >>