للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأول وقت العشاء إذا غاب الشفق وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر، وأول وقت الوتر بعد العشاء، وآخر وقتها ما لم يطلع الفجر.

ويستحب الإسفار بالفجر، والإبراد بالظهر في الصيف وتقديمها في الشتاء،

السَّدِيديّ في "شرح المنظومة" (١): "وقد جاء عن أبي حنيفة في جمع التفاريق (٢) وغيره أنه رجع إلى قولهما وقال: إنه الحمرة، لما ثبت عنده من حمل عامة الصحابة رضي الله عنهم الشفق على الحمرة، وعليه الفتوى"، وتبعه المحبوبي وصدر الشريعة.

قلت: ما ذكر من الرجوع فشاذ لم يثبت، لما نقله الكافّة عن الكافة من لَدُن الأئمة الثلاثة وإلى الآن من حكاية القولين، ودعوى حمل عامة الصحابة خلاف المنقول.

قال في "الاختيار" (٣): "الشفق: البياض. . وهو مذهب أبي بكر الصدّيق ومعاذ بن جبل وعائشة رضي الله عنهم"، قلت: ورواه عبد الرزاق عن أبي هريرة وعن عمر بن عبد العزيز (٤)، ولم يروِ البيهقي (الشفق الحمرة) إلا عن


(١) السَّديدي هو أبو المفاخر محمد بن محمود بن محمد تاج الدين بن أبي القاسم السديدي الزَّوزني، الفقيه، شرح منظومة النسفي في الخلاف بين أقوال الأئمة. قال ابن قطلوبغا: "شرح المنظومة وزاد عليها، وشرح الزيادة وسماه ملتقى البحار من منتقى الأخبار". وانظر ما يأتي ص ٣٩٩.
قال محقق كتاب الجواهر د. الحلو: "ذكر الأستاذ كحالة أنه كان حيًّا سنة ٦٩٩، (معجم المؤلفين ٦/ ١٢) بينما ذكر التقي التميمي أنه توفي سنة ٥٧٥".
قلت: قال البغدادي في هدية العارفين ٢/ ١٤٠: "وقد تتبعت كتب التراجم وطبقات الحنفية ولم أقف على تاريخ وفاة المؤلف [أي السديدي] ورأيت نسختين من منتقى البحار الموجود في مكتبة نور العثمانية الآخر في مدينة بروسا، يذكر الفراغ من تأليفه سنة ٦٩٥ ويحتمل عاش المؤلف إلى نهاية القرن السابع".
وفي كشف الظنون (٢/ ١٩٥٤): "نصاب الذرائع في الفروع، لأبي القاسم محمد بن محمود بن محمد الزوزني الحنفي فرغ منه سنة ٨٠١"! وربما كان غيره. . (انظر ترجمة السديدي في: الجواهر المضية ٣/ ٣٦٤، رقم ١٥٣٧، تاج التراجم ص ٢٧٨، ٢٧٩، رقم ٢٦٠، كشف الظنون ٢/ ١٨٦٨، هدية العارفين ٢/ ١٤٠).
(٢) قال في كشف الظنون ١/ ٥٩٥: "جمع التفاريق في الفروع، للإمام زين المشايخ أبي الفضل محمد بن أبي القاسم البقالي الخوارزمي الحنفي المتوفى سنة ٥٨٦ رحمه الله تعالى".
(٣) ١/ ٣٩.
(٤) روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنَّفه ١/ ٥٥٦ رقم ٢١١٠، عن معمر عن جعفر بن برقان قال: "كتب عمر بن عبد العزيز أن صلوا العشاء إذا ذهب بياض الأفق. . .". وانظر مصنف عبد الرزاق ١/ ٥٥٥ رقم ٢١٠٦، ٢١٠٧.

<<  <   >  >>