للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيسويه مرة، ولا يفرقع أصابعه ولا يتخصّر ولا يسدل ثوبه ولا يشبك يديه ولا يعقص شعره ولا يكف ثوبه ولا يلتفت ولا يقعى* ولا يرد السلام* بلسانه ولا بيده، ولا يتربع

قوله: (ولا يقعى)، "الهداية" (١): "والإقعاء أن يضع ألْيتيه على الأرض وينصب ركبتيه نصبًا، هو الصحيح"، هذا تفسير الطحاوي، واحترز من قول الكرخي أنه يقعد على عقيبه ناصبًا رجليه واضعًا يديه على الأرض.

قوله: (ولا يرد السلام)، قال القاضي (٢): "إذا سلم رجل على المؤذن في أذانه، أو عطس رجل وحمد الله تعالى، أو سلم على المصلي أو على من يقرأ القرآن أو على الإمام وقت الخطبة، ففرغ المؤذن عن الأذان والمصلي عن الصلاة والقارئ عن القراءة والخطيب عن الخطبة (٣)، هل يلزمهم ردّ السلام (٤) وتشميت العاطس ويُؤدّى (٥) روي عن أبي حنيفة أن السامع يرد السلام في نفسه ويشمته في قلبه، ولا يلزمه شيء من ذلك. . (٦) في الأذان والصلاة وقراءة القرآن، فإذا فرغ عما كان فيه فإنه يرد السلام ويشمته إن كان حاضرًا، وعن أبي يوسف أنه لا يفعل شيئًا من ذلك لا قبل الفراغ ولا بعده، هو الصحيح". وفي "الخلاصة" (٧): "وعن محمد يرد بعد الفراغ. . وأجمعوا


= على "التصاوير". (النافع الكبير ص ٨٦).
(١) ١/ ٨٧.
(٢) "الفتاوى الخانية" ١/ ٧٩، ٨٠.
(٣) قوله: (والخطيب عن الخطبة) غير مذكور في "الفتاوى".
(٤) وهذه المسألة فرع مسألة أخرى مفادها أن كل محل لا يشرع فيه السلام لا يجب رده في الحال. (انظر: رد المحتار ١/ ٤١٤، ٤١٥).
(٥) كذا في النسخ المخطوطة (أ، ب، جـ، د)، وفي "فتاوى قاضي خان": "ونحو ذلك"، بدل كلمة (ويؤدى)، والصحيح ما في "الفتاوى"، والله أعلم.
(٦) قوله: (ولا يلزمه شيء من ذلك في الأذان) كذا في النسخ المخطوطة (أ ب جـ د) وهو خطأ سقط منه كلام، ففي فتاوى تاضي خان ١/ ٨٠ - حيث النقل منه - قال: "ولا يلزمه شيء من ذلك إذا فرغ عما كان فيه. وعن محمد أنه لا يفعل من ذلك شيئًا في الأذان. . الخ" فهذا قول محمد، وسيذكره المصنف بعد قليل عن "الخلاصة". وقد يدل اتفاق النسخ على إسقاط هذه الجملة، أنّ الخطأ وقِع أصلًا في نسخة الفتاوى الخانية التي اعتمد عليها المصنف نفسه، والا لما أعاد رأي محمد أيضًا. كما سيأتي عن "الخلاصة".
(٧) هو كتاب "خلاصة الفتاوى" للشيخ الإمام طاهر بن أحمد بن عبد الرشيد البخاري المتوفى سنة ٥٤٢. وهو كتاب مشهور معتمد، ذكر في أوله أنه كتب في هذا الفن خزانة الواقعات وكتاب النصاب، فسأل بعض إخوانه تلخيص نسخة قصيرة يمكن ضبطها فكتب "الخلاصة" جامعة للرواية خالية عن الزوائد مع بيان مواضع المسائل. (كشف الظنون ١/ ٧١٨).

<<  <   >  >>