للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقبل شهادة واحد على شهادة واحد، وصفة الإشهاد أن يقول شاهد الأصل لشاهد الفرع اشهد على شهادتي أني أشهد أن فلان بن فلان أقر عندي بكذا وأشهدني على نفسه، فإن لم يقل أشهدني على نفسه جاز، ويقول شاهد الفرع عند الأداء: أشهد أن فلانًا أشهدني

الليث .. وعليه الفتوى، ذكره القاضي (١).

وقال في "الهداية" (٢): "قصر (٣) الاستثناء في "الكتاب" على هذه الأشياء، ينفي اعتبار التسامع في الولاء والوقف، وعن أبي يوسف أنه يجوز في الولاء لأنه بمنزلة النسب .. وعن محمد أنه يجوز في الوقف لأنه يبقى على مرّ (٤) الأعصار إلا أنا نقول: الولاء يبتنى (٥) على زوال الملك، ولا بد فيه من المعاينة فكذا فيما يبتنى (٦) عليه، وأما الوقف فالصحيح أنه تقبل الشهادة بالتسامع في أصله دون شرائطه لأن أصله هو الذي يشتهر"، وكذا قال في "شرح الزاهدي"، وقال في "المحيط": "تقبل الشهادة على أصل الوقف بالشهرة وعلى شرائطه أيضًا هو المختار، وتقبل الشهادة على الشهادة في الوقف"، وفي "المجتبى" (٧): "والمختار أن تقبل على شرائط الوقف أيضًا"، قال شيخنا في "شرح" الهداية"" (٨): "وأنت إذا عرفت قولهم في الأوقاف القديمة التي انقطع ثبوتها ولم يعرف لها شرائط ومصارف أنها يسلك بها ما كانت عليه في دواوين القضاة، لم تقف عن تحسين ما في "المجتبى" لأن ذلك هو معنى الثبوت بالتسامع".


(١) انظر "فتاوى قاضي خان" ٢/ ٤٨٥، وذكر فيها روايةً عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه "لا يجوز له أن يشهد عليها حتى يشهد عنده جماعة أنها فلانة".
(٢) ٣/ ١١٩، ١٢٠.
(٣) في الأصل ونسخة (د): "نص"، والمثبت من (جـ) و"الهداية".
(٤) في نسختي (جـ و د): "ممر".
(٥) المثبت من (جـ) و"الهداية" وفي (أ وب): "يبنى".
(٦) انظر التعليق السابق، وقد سقط سطر من نسخة (د) في هذا الموضع.
(٧) يظهر من السياق بعدما ذكر المصنف شرح الزاهدي ثم "المجتبى" أن كتاب المجتبى للزاهدي هو غير شرحه على القدوري، ويؤكد هذا ما قاله في "تاج التراجم" ص ٢٩٦، بعدما ذكر شرح الزاهدي على القدوري: "وله غير ما ذكر كتاب: زاد الأئمة وكتاب المجتبى في الأصول .. "، وكذا ذكرهما اللكنوي على أنهما كتابان مختلفان، ولكنه قال بعد ذلك: "وقد طالعت المجتبى شرح القدوري والقنية، فوجدتهما على المسائل الغريبة حاويين .. " فسمى شرح الزاهدي للقدوري بالمجتبى. (الفوائد البهية ص ٣٤٩، وفيه صُحِّف لفظ كتاب القنية إلى الفتنة!، كشف الظنون ٢/ ١٥٩٢، هدية العارفين ٢/ ٤٢٣).
(٨) "فتح القدير" لابن الهمام ٧/ ٣٩٣. (طبعة دار الفكر).

<<  <   >  >>