للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الوداع أربعون ألفا، وفي تبوك سبعون ألفا. ونقل عنه أيضا: «قبض صلى الله عليه وسلم) عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه». وفي رواية «ممن رآه وسمع عنه». فقيل له: هؤلاء اين كانوا وأين سمعوا منه قال: «أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما من الأعراب.

فهذا الذي نقله ابن الصلاح نص منه على أنه لا يشترط‍ الصحبة الطويلة.

وأستدل أيضا على بطلانة بما روى (١) شعبه (٢) عن موسى السيلاني وأثنى عليه خيرا قال: أتيت أنس (٣) بن مالك فقلت: هل بقي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أحد غيرك؟ قال: بقي ناس من الأعراب قد رأوه فأما من صحبه فلا.

اسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة. فأطلق أسم الأصحاب على كل من رآه.

وقد حققنا هذه المسألة في شرح «شرح النخبة»

وقيل يطلق اسم التابعي على كل من أسلم من الصحابة بعد الحديبية، كخالد ابن الوليد، وعمرو بن العاص، وأمثالهما من مسلمة الفتح، كما ثبت أن عبد الرحمن ابن عوف شكى إليه (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد، فقال (عليه السلام): (٤) «دعوا لي أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» أطلق اسم الصحابة على من تقدمت صحبته قبل الحديبية في مقام المقابلة.


(١) ينظر: ابن الصلاح، علوم الحديث: ص ٢٦٤.
(٢) هو شعبة من الحجاج بن الورد، أبو بسطام الأزدي العتكي، مولاهم الواسطي، الإمام الحافظ‍، أمير المؤمنين في الحديث وهو أول من جرح وعدل، توفي سنة (١٦٠ هـ‍ /٧٧٦ م) ينظر: ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل:٩/ ٣٦٩، الذهبي، سير الأعلام النبلاء:٧/ ٢٠٢ - ٢٢٨.
(٣) صحابي جليل، خادم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، نزيل البصرة وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة. توفي سنة (٩٢ هـ‍ /٧١٠ م).
(٤) ينظر: ابن حنبل، المسند:٦٤،٣/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>