للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ثم اعلم أن جمهور علماء أصول الحديث على أن الرجل لمجرد اللقي والرؤية للصحابي يصير تابعيا، ولا يشترط‍ أن يصحبه مدة، ولا أن ينقل عنه رواية، بخلاف الصحابي فإن بعض الفقهاء شرطوا فيه طول الصحبة أو المرافقة في الغزوة أو الموافقة في الرواية.

قال البخاري (١): من صحبه أو رآه (صلى الله عليه وسلم) من المسلمين فهو صحابي ويدل عليه ما ذكره ابن الصلاح (٢) عن أبي زرعة (٣) أنه سئل عن عدة من روى عنه (صلى الله عليه وسلم) فقال: ومن يضبط‍ هذا، شهد معه في حجة


=فإن في نبذة كذا بين وضاعين ولفظ‍ خبرهم: يكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة النعمان هو سراج أمتي إلى يوم القيامة. ثم ذكر ألفاظ‍ هذه الروايات المختلفة في نحو نصف صفحة وقال بعد ذلك) وقد أوردها ابن الجوزي في الموضوعات، وأقره الذهبي وشيخنا الحافظ‍ الجلال السيوطي في مختصريهما، وتبعهم الإمام الحافظ‍ الذي أنتهت إليه رئاسة مذهب أبي حنيفة في زمنه الشيخ قاسم الحنفي، ومن ثم لم يورد شيئا منها أئمة الحديث الذين صنفوا في مناقبه كالطحاوي وصاحب طبقات الحنفية محي الدين القرشي وأخرين، كلهم حنفيون ثبات أثبات نقادة لهم إطلاع كثير.
ينظر: الهيتمي، شهاب الدين أحمد بن حجر المكي الشافعي (ت ٩٧٤ هـ‍ /١٥٦٦ م): الخيرات الحسان في مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان (ط‍ ١، بيروت، دار الأرقم بن أبي الأرقم،١٤١١ هـ‍) ص ٣٠،٢٩،٢٨.
(١) البخاري، الصحيح:٥/ ٢، فضائل الصحابة.
(٢) ابن صلاح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري. (ت ٦٤٣ هـ‍ /١٢٤٥) مقدمة في علوم الحديث، تحقيق: نور الدين عتر (د. ط‍، مطبعة الأصل، حلب،١٣٨٦ هـ‍ -١٩٦٦ م) ص ٢٦٨،٢٦٧.
(٣) ابو زرعة: هو الإمام عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، محدث الري، سيد الحفاظ‍ توفي سنة (٢١١ هـ‍ /٨٢٦ م)
ينظر: ابن أبي حاتم، الجروح والتعديل:١/ ٣٢٨ - ٣٤٩، الذهبي، سير أعلام النبلاء: ١٣/ ٦٥، ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>